خمسة من الرسل يأتون قبله
واحدا بعد واحد. و زعم أن اللّه تعالى كلمه، و كلفه أن يخلص بني إسرائيل من أيدي
الأمم العاصين، و الملوك الظالمين. و زعم أن المسيح أفضل ولد آدم؛ و أنه أعلى
منزلة من الأنبياء الماضين، و إذ هو رسوله فهو أفضل الكل أيضا. و كان يوجب تصديق
المسيح؛ و يعظم دعوة الداعي، و يزعم أيضا أن الداعي هو المسيح.
و حرم في كتابه الذبائح
كلها، و نهى عن أكل كل ذي روح على الإطلاق طيرا كان أو بهيمة. و أوجب عشر صلوات، و
أمر أصحابه بإقامتها و ذكر أوقاتها، و خالف اليهود في كثير من أحكام الشريعة
الكثيرة المذكورة في التوراة.
و توراة الناس هي التي
جمعها ثلاثون حبرا لبعض ملوك الروم حتى لا يتصرف فيها كل جاهل بمواضع أحكامها، و
اللّه الموفق.
نسبوا إلى يوذعان من
همدان: و قيل: كان اسمه يهوذا. كان يحث على الزهد، و تكثير الصلاة، و ينهى[2] عن اللحوم و الأنبذة. و فيما نقل عنه
تعظيم أمر الداعي. و كان يزعم أن للتوراة ظاهرا و باطنا، و تنزيلا و تأويلا. و
خالف بتأويلاته عامة اليهود، و خالفهم في التشبيه و مال إلى القدر و أثبت الفعل
حقيقة للعبد، و قدر الثواب و العقاب عليه، و شدد في ذلك.