الخارجون عن الملة
الحنيفيّة و الشريعة الإسلامية ممن يقول بشريعة و أحكام، و حدود و أعلام. و هم قد
انقسموا:
إلى من له كتاب محقق مثل
التوراة و الإنجيل، و عن هذا يخاطبهم التنزيل بأهل الكتاب.
و إلى من له شبهة كتاب مثل
المجوس و المانوية[1]. فإن الصحف التي أنزلت على إبراهيم
عليه السلام قد رفعت إلى السماء لأحداث أحدثها المجوس، و لهذا يجوز عقد العهد و
الذمام معهم، و ينحى بهم نحو اليهود و النصارى، إذ هم من أهل الكتاب، و لكن لا
يجوز مناكحتهم، و لا أكل ذبائحهم، فإن الكتاب قد رفع عنهم.
فنحن نقدم ذكر أهل الكتاب،
لتقدمهم بالكتاب، و نؤخر ذكر من له شبهة كتاب.
أهل الكتاب و الأمّيّون:
الفرقتان المتقابلتان قبل
المبعث هم أهل الكتاب و الأميون، و الأمي من لا يعرف الكتابة. و كانت اليهود و
النصارى بالمدينة، و الأميون بمكة.
و أهل الكتاب كانوا ينصرون
دين الأسباط[2]، و يذهبون مذهب بني إسرائيل،
[1] هم أصحاب ماني بن
فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير و قتله بهرام بن هرمز بن سابور و
ذلك بعد عيسى ابن مريم عليه السلام. و سيأتي الكلام على المانوية في موضعه.
[2] السّبط من اليهود:
كالقبيلة من العرب، و هم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطا ليفرق بين ولد
إسماعيل و ولد إسحاق و جمعه أسباط .. قال الزجاج: و الصحيح أن الأسباط في ولد إسحاق
بن-