responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 234

منها فصل «الحق و الباطل» الصغير، و الكبير. يذكر أن في العالم حقا و باطلا.

ثم يذكر أن علامة الحق هي الوحدة، و علامة الباطل هي الكثرة، و أن الوحدة مع التعليم، و الكثرة مع الرأي، و التعليم مع الجماعة، و الجماعة مع الإمام، و الرأي مع الفرق المختلفة، و هي مع رؤسائهم.

و جعل الحق و الباطل، و التشابه بينهما من وجه، و التمايز بينهما من وجه، و التضاد في الطرفين، و الترتب في أحد الطرفين، ميزانا يزن به جميع ما يتكلم فيه، قال: و إنما. أنشأت هذا الميزان من كلمة الشهادة، و تركيبها من النفي و الإثبات، أو النفي و الاستثناء. قال: فما هو مستحق النفي باطل، و ما هو مستحق الإثبات حق، و وزن بذلك الخير و الشر، و الصدق و الكذب، و سائر المتضادات، و نكتته أن يرجع في كل مقالة و كلمة إلى إثبات المعلم، و أن التوحيد هو التوحيد و النبوة معا، حتى يكون توحيدا، و أن النبوة هي النبوة و الإمامة معا حتى تكون نبوة، و هذا هو منتهى كلامه.

و قد منع العوام عن الخوض في العلوم، و كذلك الخواص عن مطالعة الكتب المتقدمة إلا من عرف كيفية الحال في كل كتاب، و درجة الرجال في كل علم.

و لم يتعد بأصحابه في الإلهيات عن قوله: إن إلهنا إله محمد. و أنتم تقولون:

إلهنا إله العقول، أي: ما هدى إليه عقل كل عاقل، فإن قيل لواحد منهم: ما تقول في الباري تعالى؟ و أنه هل هو واحد أم كثير؟ عالم أو لا؟ قادر أم لا؟ لم يجب إلا بهذا القدر: إن إلهي إله محمد و هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‌ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‌ [1].

و الرسول هو الهادي إليه.

و كم قد ناظرت القوم على المقدمات المذكورة فلم يتخطوا عن قولهم: أ فنحتاج إليك؟ أو نسمع هذا منك؟ أو نتعلم عنك؟.


[1] سورة التوبة: الآية 33.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست