responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 232

و أربعمائة؛ و ذلك بعد أن هاجر إلى بلاد إمامه. و تلقى منه كيفية الدعوى لأبناء زمانه، فعاد و دعا الناس أول دعوة إلى تعيين إمام صادق قائم في كل زمان، و تمييز الفرقة الناجية [1] عن سائر الفرق بهذه النكتة و هي: أن لهم إماما، و ليس لغيرهم إمام. و إنما تعود خلاصة كلامه بعد ترديد القول فيه عودا على بدء بالعربية و العجمية إلى هذا الحرف.

و نحن ننقل ما كتبه بالعجمية إلى العربية، و لا معاب على الناقل، و الموقف من اتبع الحق، و اجتنب الباطل، و اللّه الموفق و المعين.

فنبدأ بالفصول الأربعة التي ابتدأ بها دعوته، و كتبها عجمية فعربتها:

الأول: قال: للمفتي في معرفة اللّه تعالى أحد قولين: إما أن يقول أعرف الباري تعالى بمجرد العقل و النظر من احتياج إلى تعليم معلم. و إما أن يقول: لا طريق إلى المعرفة مع العقل و النظر إلا بتعليم معلم. قال: و من أفتى بالأول فليس له الإنكار على عقل غيره و نظره. فإنه متى أنكر فقد علم، و الإنكار تعليم، و دليل على أن المنكر عليه محتاج إلى غيره. قال: و القسمان ضروريان؛ لأن الإنسان إذا أفتى بفتوى، أو قال قولا، فإما أن يعتقده من نفسه، أو من غيره.

هذا هو الفصل الأول، و هو كسر [2] على أصحاب الرأي و العقل.


- موت و معناها بلسان الديلم تعليم العقاب. و يقال لذلك الموقع و ما يجاوره طالقان و فيها قلاع حصينة أشهرها الموت و كانت هذه النواحي في ضمان شرفشاه الجعفري و قد استئاب فيها رجلا علويا فيه بله و سلامة صدر. و كان الحسن بن الصباح قد اتهمه أبو مسلم صهر نظام الملك بدخول جماعة من دعاة المصريين، فهرب منه خوفا على نفسه فاستقرّ به المطاف إلى قلعة الموت فلما رآها و اختبر أهل تلك النواحي أقام عندهم و طمع في إغوائهم و دعاهم في السرّ و أظهر الزهد و لبس المسح فتبعه أكثرهم و العلوي قد أحسن الظن به فقر به و أخذ يتبرّك به فلما أحكم الحسن أمره أخرج العلوي من القلعة و استولى عليها. (راجع ابن الأثير 10: 117).

[1] «إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما ذكر افتراق أمته بعده ثلاثا و سبعين فرقة، و أخبر أن فرقة واحدة منها ناجية، سئل عن الفرقة الناجية و عن صفتها فأشار إلى الذين هم على ما عليه هو و أصحابه. و لسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي اللّه عنهم غير أهل السنّة و الجماعة من فقهاء الأمة ...».

(راجع الفرق بين الفرق ص 318).

[2] نقول: كسر عليه، و كسر فلان على طرفه: أي غضّ منه. (اللسان مادة كسر).

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست