عالما بجميع ذلك، فيكون
مؤمنا[1]. و قالت: الاستطاعة مع الفعل، و الفعل
مخلوق للعبد، فبرئت منهم الحازمية[2].
و أما المجهولية فإنهم
قالوا: من علم بعض أسماء اللّه تعالى و صفاته و جهل بعضها، فقد عرفه تعالى[3]. و قالت: إن أفعال العباد مخلوقة للّه
تعالى.
(ز) البدعيّة: أصحاب يحيى
بن أصدم. أبدعوا القول بأن نقطع على أنفسنا بأن من اعتقد اعتقادنا فهو من أهل
الجنة، و لا نقول: إن شاء اللّه، فإن ذلك شك في الاعتقاد. و من قال: أنا مؤمن إن
شاء اللّه، فهو شاك. فنحن من أهل الجنة قطعا، من غير شك.
أصحاب عبد اللّه[5] بن إباض الذي خرج في أيام مروان[6] بن محمد، فوجه إليه عبد اللّه بن محمد
بن عطية، فقاتله بتبالة[7]
و قيل إن عبد اللّه[8]
بن يحيى الإباضي كان رفيقا له في جميع أحواله و أقواله. قال: إن مخالفينا من أهل
القبلة كفار غير مشركين، و مناكحتهم جائزة، و موارثتهم حلال. و غنيمة أموالهم من
السلاح
[1] راجع في شأن هاتين
الفرقتين. (الفرق بين الفرق ص 97 و التبصير ص 33 أما صاحب المقالات فقد خصّ كل
واحدة منهما بحديث قصير).
[3] و أكفروا المعلومية
منهم في هذا الباب. (الفرق بين الفرق ص 97).
[4] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 103 و التبصير ص 34).
[5] عبد اللّه بن إباض:
هو أحد بني مرّة بن عبيد من بني تميم رهط الأحنف بن قيس. و هو رأس الأباضية من
الخوارج و هم فرقة كبيرة و كان هو فيما قيل رجع عن بدعته فتبرأ منه أصحابه و
استمرت نسبتهم إليه. (راجع المعارف ص 205 و لسان الميزان 3: 248).
[6] مروان بن محمد: هو
آخر خلفاء بني أميّة و يلقب بالحمار قتل سنة 132 ه. (راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص
169).
[7] تبالة: اسم بلدة من
أرض تهامة في طريق اليمن فتحت سنة عشر. (معجم البلدان 2: 9).
[8] هو عبد اللّه بن
يحيى الكندي الحضرمي، كان داعية الأباضية و قد جرح سنة 130 ه و قتل بتبالة.