الْخِصامِ[1] و صوب عبد الرحمن[2] بن ملجم لعنه اللّه، و قال: إن اللّه
تعالى أنزل في شأنه: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ[3].
و قال عمران[4] بن حطان، و هو مفتي الخوارج و زاهدها
و شاعرها الأكبر، في ضربة ابن ملجم لعنه اللّه لعلي رضي اللّه عنه:
يا ضربة من منيب ما أراد بها
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره يوما فأحسبه
أوفى البريّة عند اللّه ميزانا
و على هذه البدعة مضت
الأزارقة، و زادوا عليه تكفير عثمان، و طلحة، و الزبير، و عائشة، و عبد اللّه بن
عباس رضي اللّه عنهم، و سائر المسلمين معهم، و تخليدهم في النار جميعا.
و الثانية: أنه أكفر
القعدة[5]، و هو أول من أظهر البراءة من القعدة
عن القتال و إن كان موافقا له على دينه، و أكفر من لم يهاجر إليه.
و الثالثة: إباحته قتل
أطفال المخالفين و النسوان معهم.
و الرابعة: إسقاط الرجم عن
الزاني، إذ ليس في القرآن ذكره. و إسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع
وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء.
[2] فاتك، ثائر، أدرك
الجاهلية، قرأ على معاذ بن جبل فكان من القراء و أهل الفقه. كان من شيعة علي ثم
خرج عليه و اتفق مع «البرك» و «عمرو بن بكر» على قتل علي و معاوية و عمرو بن
العاص. و لما خرج علي من الصلاة ضربه ابن ملجم فأصاب مقدم رأسه فتوفي علي من أثر
الجرح. و قتل ابن ملجم سنة 40 ه/ 660 م. (راجع المبرد 2: 136).