علم الكلام .. ثم عاد إلى
بلدة شهرستان فمات بها في سنة 549 ه أو قريبا منها، و مولده سنة 469».
و كان الشهرستاني مولعا
بطلب العلم، يطوف بالبلاد الإسلامية يتعلّم و يعلّم، و بلغ من جلال مجالسه العلمية
أنها كانت تدوّن و ذلك لعمقها. و من صفوة الشيوخ الذين كانوا يحضرون هذه المجالس: أبو
الحسن بن حموية، و البيهقي، و الإمام أبو منصور، و موفق الدين أحمد اللّيثي، و
شهاب الدين الواعظ، و غيرهم من أئمة الفقه و العلم.
نماذج من آراء العلماء
فيه:
قال ابن السبكي: «برع في
الفقه و الأصول و الكلام، و كان لعلمه يلقب بالأفضل و بالفيلسوف و بالإمام».
و قال ابن تغري بردي: «كان
إمام عصره في علم الكلام، عالما بفنون كثيرة من العلوم، و به تخرّج جماعة من
العلماء».
و قال ياقوت: «إنه
المتكلّم الفيلسوف صاحب التصانيف».
و قال مصطفى عبد الرزاق:
«إن الشهرستاني من أهل الفلسفة الإسلامية الذين يستشهد بآرائهم، مثله مثل ابن
سينا».
أمّا العلماء الغربيون فقد
مثّلهم العالم الإنكليزي «الفرد جيوم» بقوله:
«الشهرستاني كان رجلا
ديّنا إلى الأعماق، و إخلاصه للعقيدة لا يمكن أن يشك فيه أيّ إنسان قرأ مؤلّفاته
التي تكفي بنفسها لدحض ادّعاءات المنتقصين من شأنه ...
و هو جدير بأن ينظر إليه
باعتباره ذا أصالة فكرية.
و من قول «كارادي»
الفرنسي: «إن عقلية الشهرستاني لم تكن في جوهرها إلّا عقلية فلسفية».
و قال العالم الألماني:
«هابركر»: «بواسطة الشهرستاني في كتابه الملل و النحل نستطيع أن نسدّ الثغرة التي
في تاريخ الفلسفة بين القديم و الحديث».