اسمه محمد بن عبد الكريم
بن أحمد، و كنيته أبو الفتح، و شهرته المعروف بها الشهرستاني، نسبة إلى بلدة
«شهرستان» مسقط رأسه و مثوى رفاته، و هي شهرستان خراسان، بين نيسابور و خوارزم في
آخر حدود خراسان، و هي التي بناها عبد اللّه بن طاهر أمير خراسان في خلافة
المأمون، و قد أخرجت خلقا كثيرا من العلماء.
أمّا مولده، فقد اختلف في
تاريخه و الراجح أنه ولد سنة 479 ه. و توفي في شعبان سنة 548 ه. الموافق 1086-
1153 م. و بذلك يكون قد عاش قرابة السبعين سنة.
و الشهرستاني من حيث
المذهب شافعي، و من حيث الأصول أشعري، كان إماما مبرّزا فقيها متكلّما، واعظا
محاضرا. قال عنه الخوارزمي في تاريخ خوارزم:
«دخل خوارزم و اتخذ بها
دارا و سكنها مدّة، ثم تحوّل إلى خراسان، و كان عالما حسنا، حسن الخطّ، و اللفظ،
لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة، تفقّه بنيسابور على أحمد الخوافي و
أبي نصر القشيري، و قرأ الأصول على أبي القاسم الأنصاري، و سمع الحديث على أبي
الحسن علي بن أحمد بن محمد المدائني و غيره .. و خرج من خوارزم سنة 510 ه. و حجّ
في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، و كان له مجلس وعظ في النظاميّة [و هي
أعلى المدارس ببغداد] و ظهر له قبول عند العوام، و كان المدرّس بها يومئذ أسعد
الميهني، و كان بينهما صحبة سالفة بخوارزم، فقرّبه أسعد لذلك ... و كان قد صنّف
كتبا كثيرة في