responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسماء و الصفات المؤلف : البيهقي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 664

و كربه، ليس أني أكره له الموت، لأن الموت يورده إلى رحمته و مغفرته.

و قال أبو سليمان رحمه اللّه قوله: «و كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها» [1] و هذه أمثال ضربها،- و المعنى و اللّه أعلم- توفيقه في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء و تيسير المحبة له فيها، فيحفظ جوارحه عليه، و يعصمه عن مواقعة ما يكره اللّه من إصغاء إلى اللهو يسمعه، و نظر إلى ما نهى عنه من اللهو ببصره، و بطش إلى ما لا يحل له بيده، و سعى في الباطل برجله، و قد يكون معناه سرعة إجابة الدعاء و الإنجاح في الطلبة، و ذلك أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع، و قوله ما ترددت عن شي‌ء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، فإنه أيضا مثل، و المتردد في صفة اللّه عز و جل غير جائز، و البداء عليه في الأمور غير سائغ، و تأويله على وجهين (أحدهما) أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك مرات ذي عدد من داء يصيبه، و آفة تنزل به، فيدعو اللّه عز و جل فيشفيه منها، و يدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرا ثم يبدو له في ذلك فيتركه و يعرض عنه، و لا بدّ له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، فإنه قد كتب الفناء على خلقه، و استأثر البقاء لنفسه، و هذا على معنى ما روي «إن الدعاء يرد البلاء» و اللّه أعلم.

و فيه (وجه آخر) و هو أن يكون معناه ما رددت رسلي في شي‌ء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روي في قصة موسى و ملك الموت صلوات اللّه عليهما، و ما كان من لطمة عينه، و تردد عليه مرة بعد أخرى، و تحقيق المعنى في الوجهين معا: عطف اللّه عز و جل على العبد و لطفه به و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: «أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه عز و جل فقال‌


[1] سبق تخريج هذا الحديث.

اسم الکتاب : الأسماء و الصفات المؤلف : البيهقي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 664
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست