responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 255


أبي طالب عليه‌السلام.

وقوله : لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين. وذلك أنه لم يكن من الرجال أحد يصلي غيري وغيره ، وأمثال ذلك.

ثبت أن إيمانه عليه‌السلام وقع بالمعرفة واليقين دون التقليد والتلقين ، لا سيما وقد سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيمانا وإسلاما ، وما يقع من الصبيان على وجه التلقين لا يسمى على الإطلاق الديني إيمانا وإسلاما.

الرابع : أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قد تمدح به وجعله من مفاخره ، واحتج به على أعدائه وكرره في غير مقام من مقاماته ، فلو كان إيمانه على ما ذهبت إليه الناصبة لما جاز منه عليه‌السلام أن يتمدح به ، ولا أن يسميه عبادة ، ولا أن يفخر به على القوم ، ولا أن يجعله تفضيلا له على أبي بكر وعمر ، ولو أنه فعل من ذلك ما لا يجوز لرده عليه مخالفوه ، واعترضه فيه مضادوه ، وفي عدول القوم من الاعتراض عليه في ذلك ، وتسليم الجماعة له ذلك ، دليل على ما ذكرناه ، وبرهان على فساد قول الناصبة.

الخامس : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا عليا عليه‌السلام في حال كان متسترا فيها بدينه كاتما لأمره ، خائفا أن شاع من عدوه ، فلا يخلو أن يكون قد كان واثقا من أمير المؤمنين عليه‌السلام بكتم سره وحفظ وصيته وامتثال أمره ، وحمله من الدين ما حمله ، أو لم يكن واثقا بذلك ، فإن كان واثقا فلم يثق به إلا وهو في نهاية كمال العقل وعلى غاية الأمانة وصلاح السريرة والعصمة والحكمة وحسن التدبير ، وإن كان غير واثق منه بحفظ سره وغير آمن من تضييعه وإذاعة أمره ، فوضعه عنده من التفريط وضد الحزم والحكمة والتدبير ، وحاشى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ذلك ، ومن كل صفة نقص ، وقد أعلى الله عز وجل رتبته وأكذب مقال من ادعى ذلك فيه ، وإذا كان الأمر علي ما وصفناه فما نرى الناصبة قصدت بالطعن في أيمان أمير المؤمنين عليه‌السلام إلا عيب الرسول والذم لأفعاله ، ووصفه بالعبث والتفريط ، انتهى خلاصة ما ذكره نور الله ضريحه في ذلك.

اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست