اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 26 صفحة : 519
لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافى في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض فأعظم مما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله عز وجل لكل على كل فجعلها نظام ألفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على
حقه عليهم واجبا من قبل الله تعالى ، وهو حق من حقوقه ، ليكون ادعى لهم على أدائه وبين أن حقوق الخلق بعضهم على بعض هي من حق الله تعالى ، من حيث أن حقه على عباده وهو الطاعة ، وأداء تلك الحقوق طاعات لله ، كحق الوالد على ولده وبالعكس ، وحق الزوج على الزوجة وبالعكس ، وحق الوالي على الرعية وبالعكس قوله عليهالسلام: « فجعلها تتكافأ في وجوهها » أي جعل كل وجه من تلك الحقوق مقابلا بمثله ، فحق الوالي وهو الطاعة من الرعية مقابل بمثله ، وهو العدل فيهم وحسن السيرة.
قوله عليهالسلام: « ولا يستوجب بعضها إلا ببعض » كما أن الوالي إذا لم يعدل لم يستحق الطاعة.
قوله عليهالسلام: « فريضة فرضها الله » بالنصب على الحالية له بإضمار فعل ، أو بالرفع ليكون خبر مبتدإ محذوف.
قوله عليهالسلام: « نظاما لألفتهم » فإنها سبب اجتماعهم به ، ويقهرون أعداءهم ويعز دينهم.
قوله عليهالسلام: « وقواما » أي به يقوم جريان الحق فيهم وبينهم.
قوله عليهالسلام: « عز الحق » أي غلب.
قوله عليهالسلام: « واعتدلت معالم العدل » أي مظانه أو العلامات التي نصبت في
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 26 صفحة : 519