اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 14 صفحة : 176
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ » وقال إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من
نفس ذائقة الموت [١] أي ينزل بها الموت لا محالة فكأنها ذاقته ، وقيل معناه كل نفس ذائقة مقدمات الموت وشدائده وسكراته ، وإنما توفون أجوركم [٢] معناه وإنما تجزون جزاء أعمالكم وافيا يوم القيمة ، إن خيرا فخيرا وثوابا ، وإن شرا فشرا وعقابا ، فإن الدنيا ليست بدار جزاء وإنما هي دار عمل والآخرة دار جزاء وليست بدار عمل « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ » أي بوعد من نار جهنم ونجا عنها « وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ » [٣] أي نال المنية وظفر بالبغية ونجا من الهلكة « وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ » [٤] ومعناه وما لذات الدنيا وزينتها وشهواتها إلا متعة متعكموها للغرور والخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الاختيار ، وقيل « مَتاعُ الْغُرُورِ » القوارير وهي في الأصل ما لا بقاء له عن عكرمة ، انتهى كلامه رفع الله مقامه ، وقال البيضاوي : شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المتتام ويغريه حتى يشتريه وهذا لمن أثرها على الآخرة ، فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار.
قوله عليهالسلام: « فبالله فثقوا » هذا مما قدر فيه أما والفاء دليل عليه ، قال الرضي : « رضياللهعنه » وقد يحذف إما لكثرة الاستعمال نحو قوله تعالى « وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ » [٥] « وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ » [٦] « وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ » [٧] و « هذا فَلْيَذُوقُوهُ » [٨] و « فَبِذلِكَ
[١] سورة العنكبوت الآية ٥٧. [٢] سوره آل عمران. ١٨٥. [٣] سورة آل عمران : ١٨٥. [٤] سورة آل عمران : ١٨٥. [٥] سوره المدّثّر : ٣. [٦] سوره المدّثّر : ٤. [٧] سوره المدّثّر : ٥. [٨] سورة ص : ٥٧.
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 14 صفحة : 176