responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 305

فى المثاب و المعاقب العلم بذلك الانقطاع فلا يحصل للأول حزن و لا للثانى فرح على أن قيد الخلوص مما يتطرق إليه المنع أيضا و ما يتمسك به من انه لا بد من انفصالها عن مضار الدنيا و منافعها و لا تنفصل الا بالخلوص ضعيف (ثم) انا بعد تسليمنا لما ذكرتم من صفات الثواب و العقاب نقول (انه قد يتساقطان) فان كلامكم مبنى على المحابطة و حينئذ جاز أن يتساقط الاستحقاقان معا (و يدخل) صاحب الكبيرة (الجنة تفضلا كما قال تعالي) حكاية عن أهل الجنة (الّذي أحلنا دار المقامة من فضله) و ما يقال من انه يلزم حينئذ التسوية بين الجزاء و التفضل ممنوع لجواز أن يختلفا من وجه آخر (أو) نقول (بترجح جانب الثواب) على جانب العقاب (لان السيئة لا تجزى الا بمثلها و الحسنة تجزى بعشر أمثالها الى سبعمائة) من الامثال (و يضاعف اللّه لمن يشاء) اضعافا مضاعفة بغير حساب (و استعانوا) بعد اقامة ذلك الدليل العقلى (من النقل بوجهين الاول بآيات تشعر بالخلود كقوله تعالى‌ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‌ و قوله‌ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها و قوله‌ وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها قالوا و الخلود حقيقة في الدوام لقوله تعالى‌ وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ مع انه تعالى قد جعل لكثير منهم المكث الطويل) فلو حمل الخلود على المكث الطويل لم تصدق هذه الآيات (و الجواب لا نسلم ان من له حسنات من الايمان و الطاعات فقد احاطت به خطيئته) بل من احاطت به خطيئته لا يكون له حسنة أصلا و من كانت له حسنات كانت خطيئته من بعض جوانبه لا محيطة به (و) لا نسلم (ان من اكتسب كبيرة فقد تعدى حدوده بل) تعدى (بعض حدوده و المراد) بالآية الثالثة من (قتل مؤمنا لانه مؤمن و لا يكون ذلك القاتل الا كافرا) فالآيات المذكورة لا تتناول صاحب الكبيرة (سلمنا)


لانقطاع حينئذ و انه كعدمه و جواز كونه مشتملا على فائدة و حكمة لا نعرفها مما لا شك فى بعده قلت ليس المراد عدم خلق العلم بالانقطاع بعد وقوعه حتى يرد ما ذكرتم بل المراد عدم خلق العلم بانقطاع العقاب مثلا حال كونه معاقبا حتى ينتفع بملاحظة هذا الانقطاع و ينافى الخلوص (قوله و ما يتمسك به الخ) حاصل التمسك ان الثواب و العقاب لا يتميزان عن مضار الدنيا و منافعها الا بان الدنيوية غير خالصة عن الضد فيكونان خالصين و وجه الضعف ظاهر لجواز أن يكون كل غير خالص عن المخالف مع الامتياز بوجوه أخر فضلا عن الوجه الواحد (قوله فان كلامهم مبنى على المحابطة) فيه بحث اذ سيصرح فى المقصد السابع ان قصة الإحباط مبنية على استحقاق العقاب و منافاته للثواب فبناؤه عليه دور اللهم الا أن يقال معنى البناء على المحابطة انه لا يتم الا بالقول بها أولا و آخرا فليتأمل‌

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست