responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 220

كما في المرايا المتقابلة (خطابية) لا تفيد الا ظنا ضعيفا (و ثانيها) أي ثانى تلك الامور المختصة بالنبي (ان يظهر منه الافعال الخارقة للعادة لكون هيولى عالم العناصر مطيعة له منقادة لتصرفاته انقياد بدنه لنفسه) في حركاته و سكناته على وجوه شتى و انحاء مختلفة بحسب ارادته (و لا يستنكر) ذلك الانقياد (لان النفوس الانسانية) ليست منطبعة في الابدان (و هي بتصوراتها مؤثرة في المواد) البدنية (كما تشاهد من الاحمرار و الاصفرار و التسخن عند الخجل و الوجل و الغضب) هذا نشر على ترتيب اللف (و) كما نشاهد (من السقوط من المواضع العالية القليلة العرض يتصور السقوط و ان كان ممشاه فى غيرها) أي في المواضع السافلة (أقل عرضا) و اذا كانت ارادت النفس و تصوراتها مؤثرة في البدن مع عدم الانطباع فيه (فلا يبعدان تقوى نفس النبي) بحيث تنقاد له الهبولى العنصرية فتؤثر فيها ارادته و تصوراته (حتى تحدث بإرادته فى الارض رياح و زلازل و حرق و غرق و هلاك أشخاص ظالمة و خراب مدن فاسدة) و بالجملة تتصرف نفسه في العنصريات خصوصا فى العنصر الذي تكون مناسبته لمزاجه أشد و أقوى بمجرد الإرادة و التصور من غير أن يستعمل آلة (و كيف) يستنكر حدوث هذه الامور الخارقة العجيبة من النبي و نشاهد مثلها من أهل الرياضة و الاخلاص) على ما هو مشهور في كل عصر من الصلحاء (قلنا هذا) الذي ذكرتم من كون تصورات النفس و ارادتها مؤثرة في الابدان (بناء على تأثير النفوس في الاجسام) و أحوالها و قد بينا بطلانه بما سلف من أن لا مؤثر في الوجود الا اللّه) سبحانه و تعالى (و المقارنة) بين التغيرات البدنية و بين التصورات و الإرادات النفسية (لا تعطيه) أى لا تدل على كونها مؤثرة فيه لجواز أن يكون الدوران بطريق العادة (مع انه) أى ظهور الامور العجيبة الخارقة للعادة (لا يختص بالنبي) كما اعترفتم به فكيف تميزه عن غيره (و ثالثها أن يرى الملائكة مصورة) بصور محسوسة (و يسمع كلامهم وحيا) من اللّه إليه (و لا يستنكر أن يحصل له في يقظته مثل ما يحصل للنائم في نومه) من مشاهدة أشخاص يكلمونه بكلام منظوم دال على معان مطابقة للواقع و ذلك (لتجرد نفسه عن الشواغل البدنية و سهولة انجذابه الى عالم القدس) فاذا انجذبت إليه و اتصلت به في يقظته شاهد المعقولات كمشاهدة المحسوسات فان القوة المتخيلة تكسو المعقول المرتسم في النفس لباس المحسوس و تنقشه في الحس المشترك على نحو انتقاش المحسوسات فيه من خارج (و ربما صار) الانجذاب‌

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست