responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 140

الوجه (الثانى)

و هو الدال على غلط الحس فى أحكام الجزئيات بسبب التباس بعضها ببعض (ان الحس لا يميز بين الامثال فربما جزم بالاستمرار) أي بكون شي‌ء موجودا مستمرا (عند تواردها) أي توارد الامثال (كما تقوله أهل السنة فى الالوان) من انها لا تبقى آنين بل يحدثها اللّه تعالى حالا فحالا مع أن البصر يحكم بوجود لون واحد مستمر (و) كما يقوله (النظام فى الاجسام) من انها أيضا غير باقية بل متجددة آنا فآنا مع ان الحس يحكم بخلافه و كذلك الحال فى البيضات المتماثلة اذا وردت على الحس متعاقبة و فى ماء الفوارة (فقام الاحتمال) أي احتمال غلط الحس (فى الكل) أي في جميع أحكام الجزئيات هذا و السبب في غلطه عند توارد الامثال ان الحس و ان تعلق بكل واحد منها من حيث خصوصيته لكن الخيال لم يستثبت ما به يمتاز كل منها عن غيره فيتخيل الرائي ان هناك أمرا واحدا مستمرا

الوجه (الثالث)

و هو الدال على غلط الحس فى تلك الأحكام بسبب عروض عارض من نوم أو مرض (النائم يرى فى نومه ما يجزم به) فى النوم (جزمه بما يراه فى يقظته) ثم يتبين له فى اليقظة ان ذلك الجزم كان باطلا (و كذا المبرسم) أي صاحب البرسام قد يتصور صورا لا وجود لها فى الخارج و يشاهدها و يجزم بوجودها و يصيح خوفا منها (فجاز فى غيرهما مثله) أي مثل ما ذكر فيهما من الغلط اذ يجوز أن يكون للانسان حالة ثالثة يظهر له فيها بطلان ما رآه في اليقظة و ان يكون له أمر عارض لأجله يرى ما ليس بموجود في الخارج موجودا فيه و السبب فى غلطهما ان النفس بسبب النوم للاستراحة أو للاشتغال بدفع المرض تغفل عن ضبط القوة المتخيلة فتتسلط على القوى فتركب صورا


(قوله أي صاحب البرسام) و هو ورم حجب محل الدماغ اما كلها أو بعضها (قوله مثله) أشار بذلك الى أن ما يراه النائم و المبرسم ليس صورة الغلط لعدم ادراك الحاسة فيه بل لمشاركته فى الجزم بحال اليقظة و الصحة يورث شبهة الغلط فيها لكن لا يخفى أن هذا الوجه انما يدل على جواز وقوع الغلط في حال اليقظة و الصحة لا على وقوعه و الكلام فيه (قوله للاستراحة) أي بدفع التعب الّذي حصل للبدن فى اليقظة بواسطة الحركات البدنية و النفسانية و الامور العارضة له من خارج (قوله بدفع المرض) ظاهر هذا الوجه يقتضي مشاهدة الصور الخيالية التي لا وجود لها فى كل مرض فالوجه عجز النفس عن ضبط المخيلة لكون الورم فى محلها أو فيما يجاورها


(قوله يرى فى نومه) فان قلت لا رؤية هاهنا حقيقة حتى يترتب عليها غلط الحس قلت ليس مراد

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست