responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 65

الحالة السياسية

جاء القرن الثامن الهجري، و جروح العالم الإسلامي لم تلتئم بعد، نتيجة لما أحدثه المغول في رقعة البلاد الإسلامية، من تخريب و تشريد و قتل، و استمر الوضع على ذلك فترة ليست بالقصيرة، حتى أراد اللّه سبحانه و تعالى بالمسلمين خيرا، فدخل في دين اللّه أفواجا مغول روسيا و التركستان، و كان هذا تحولا جديدا في قوة المسلمين في ذلك القرن. فقد نشطت الدولة العثمانية سياسيا و عسكريا، و امتدت سيطرتها على كثير من البلاد الإسلامية، و اتخذت من مدينة الأناضول قاعدة لها، و استطاعت الجيوش الإسلامية أن تضيف إقليما جديدا إلى رقعة البلاد هو شبه جزيرة البلقان، كما استطاع جيش الخلافة أن يوجه ضربات موجعة للجيش الصليبي، الذي سيره الغرب تباعا للاستيلاء على بيت المقدس، و الذي هزم في النهاية عن طريق القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي. [1]

و ما كادت الغيوم تنقشع عن سماء الأمة الإسلامية، و سحب الأحزان تتوارى حتى ظهر في نهاية هذا القرن رجل يسمى (تيمور لنك) من طلاب الملك و السلطة، و خلفه جيش لا تغيب عنه الشمس، من مسلمي بلاد ما وراء النهر.

و في فترة وجيزة، استطاع أن يقيم لنفسه ملكا، امتد من الصين إلى روسيا، و اكتسح أمامه بلاد فارس و الجزيرة من غير أن يقف في طريقه شي‌ء، و أنزل بأرواح المسلمين و أملاكهم الكثير من الدمار و الخراب، و استطاع في فترة


[1] راجع البداية و النهاية لابن كثير. ج 13 ص 342، و تاريخ مصر لابن إياس ج 1 ص 133.

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست