و البسيط الحقيقي يكون إضافيا البتة، مع أنه لا يلزم أن يكون جزءا
من شيء أصلا[1]فضلا عن اعتبار ذلك باطل قطعا.
يشترط في المركبة تقدم أجزائها ذهنا و خارجا
(قال:و لا بد من تقدم الجزء ذهنا، و خارجا[2]،فيلزمه الاستغناء
عن الوسط في التصديق[3]،و الواسطة في
الثبوت، إلا أن الخاصة الأولى حقيقية، و الأخريان إضافيتان)[4].
يعني بأن جزء الشيء يتقدمه وجودا و عدما في الذهن الخارج، أما
الوجود. فبالنسبة إلى كل جزء، و أما العدم فبالنسبة إلى شيء ما من الأجزاء بمعنى
أن وجود الإنسان مثلا في العقل، يفتقر إلى وجود الحيوان و الناطق، و عدمه إلى عدم
أحدهما، و وجود البيت في الخارج، يفتقر إلى وجود الجدار و السقف، و عدمه إلى عدم
شيء منهما و يتفرع على الأول الاستغناء عن الواسطة في التصديق، بمعنى أن جزم
العقل بثبوت الذاتي للماهية لا يتوقف على ملاحظة وسط و اكتساب بالبرهان، بل يجب
إثباته لها. و يمتنع سلبه عنها بمجرد تصورها. و على الثاني: الاستغناء عن الوسط في
الثبوت، بمعنى أن حصول الجزء للمركب، كالجدار للبيت، و اللون للسواد لا يفتقر إلى
سبب جديد، فإن جاعل الجدار هو جاعل البيت، و جاعل اللون هو جاعل السواد،
[2]بمعنى أن الماهية يفتقر وجودها
الذهني و الخارجي إلى وجود كل جزء من أجزائها حتى لو انتفى واحد من أجزائها انتفت،
إذ لا وجود لكل بدون الجزء فعدمها يكفي فيه عدم واحد من أجزائها و وجودها لا بد له
من كل جزء.
[3]أي لا يحتاج إلى وسط و برهان يتوصل
به إلى التصديق بثبوت ذلك الجزء للماهية في الذهن.
[4]أي إنما ثبتنا للجزء بالإضافة إلى
بعض ما هو خارج عن الماهية كطول بناء؛ أي طويلا يلاقي نفسه في السماء مقدار ألف
ذراع مثلا. فإن إدراك كون طوله هذا القدر يفتقر إلى وسط هندسي و مساحي يدرك به
كقدره. كبياض الجسم في الجملة فقد يفتقر إلى وساطة هو للقصار مثلا على ما تقدم و
إلا فبعض ما هو خارج عن الماهية ثبتت له هاتان الخاصيتان.