تقدير عدم الانتهاء إلى البسيط تكون الماهية مركبة من مركبات غير
متناهية.
مرارا غير متناهية، و يلزمه وجود المركب الواحد بالضرورة و هو لا
يثبت المدعي.
أما الثاني:فلأن معنى المركب العقلي أن لا يكون تمايز أجزائه إلا بحسب العقل،
و هذا لا يستلزم كونه معقولا بأجزائه، فالأولى التمسك في إثبات البسيط أيضا
بالضرورة كالوجود.
المشاركة دليل تركيب الماهية
(قال:و يدل على التركيب[1]الاشتراك
في ذاتي مع الاختلاف في ذاتي أو شيء من لوازم الماهية[2]لا مجرد الاشتراك أو الاختلاف في ذاتي[3]) يعني إذا اشتركت الماهيات في ذاتي مع الاختلاف في ذاتي، دل ذلك على
تركيب كل من الماهيتين مما به الاشتراك و ما به الاختلاف، و كذا إذا اشتركا في
ذاتي مع الاختلاف في عارض هو من لوازم الماهية لأن ذلك الذاتي المشترك لا يكون
تمام ماهيتهما، و إلا امتنع الاختلاف في لوازمها، فيكون جزءا و فيه المطلوب.
فإن قيل: إن أريد بالذاتي جزء الماهية كان هذا لغوا من الكلام[4]،
[1]الاشتراك: يدل على تركيب الماهية حيث
أن الماهية مشاركة الأخرى في معنى ذاتي لهما و المراد بالذات هنا ما ليس عرضيا لا
الجزء الداخل في الذات أي الماهية.
[2]لا بد بعد الاشتراك فيما ليس بعرض من
الاختلاف بين الماهيتين في جزء ذاتي آخر فتتركب الماهيتان إذ لكل منهما جزءان جزء
مشترك و جزء وقع به الاختلاف.
[4]اللغو و اللغوي: السقط و ما لا يعتد
به من الكلام و غيره. و قوله تعالى:لا
يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِأي ما لا عقد
عليه، مثل ما يجري في المخاطبات لا و اللّه، و بلى و اللّه، و أي و اللّه من غير
قصد قال الشاعر:
و ليس بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائمو قيللا
يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِأي بالإثم في
الحلف إذا كفرتم و قال تعالى:لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواًأي قبيحا من
الكلام.