و ليس كذلك، لأن الفاعل ما به يكون الشيء موجودا، لا ما به يكون
الشيء ذلك الشيء، فإنا نتصور حقيقة المثلث، و إن لم نعلم له وجودا و لا فاعلا.
و بالجملة فمعنى هذا التفسير[1]على أن نفس الماهية ليست بجعل الجاعل على ما سيجيء بيانه، ثم
الماهية إذا اعتبرت مع التحقيق سميت ذاتا و حقيقة، فلا يقال ذات العنقاء. و حقيقته
بل ماهيته أي ما يتعقل منه، و إذا اعتبرت مع التشخص سميت هوية، و قد يراد بالهوية
التشخص، و قد يراد الوجود الخارجي، و قد يراد ما صدقت عليه الماهية من الأفراد.
تحقيق الماهية باعتبار تميزها عن العوارض
(قال:و تغاير عوارضها[2]اللازمة
و المفارقة[3]،و تتقابل
بتقابلها فحيث يقال: الأربعة من حيث هي زوج، أو ليست بفرد يراد أن ذلك من مقتضيات
الماهية، و إلا فهي من حيث هي، ليست إلا هي، حتى لو قيل: الأربعة من حيث[4]هي[5]زوج، أو ليست بزوج، أو هي زوج أو فرد[6].
قلنا: ليست من حيث هي هي بزوج و لا فرد. بمعنى أن شيئا منهما[7]ليس نفسها، و لا داخلا فيها، و لا يصح هي من حيث هي زوج أو ليست
بفرد، أو لا هذا و لا ذاك).
أي ماهية الشيء و حقيقته مغاير جميع عوارضها اللازمة و المفارقة
كالفردية للثلاثة، و الزوجية للأربعة، و كالمشي[8]للحيوان، و الضحك للإنسان، ضرورة
[1]حاصل هذا التعريف أن ما تحقق به
الشيء و صار به متقررا هو ماهيته.