و بالجملة، فمعنى الإيجاب في الذهنيات، أن المعقول الأول الذي يصدق
عليه (في الذهن عنوان الموضوع، هو بعينه الذي يصدق عليه)[1]مفهوم المحمول من غير تعدد في ذاته، و وجوده العقلي، و إنما التعدد
مفهوميهما اللذين كلاهما أو أحدهما من ثواني المعقولات، فمعنى قولنا[2]شريك الباري ممتنع أن ما يصدق عليه في الذهن، أنه شريك الباري،
يصدق عليه في الذهن، أنه ممتنع الوجود في الخارج، و على و هذا فقس.
دفع توهم في حمل الوجود و العدم على الماهية
(قال:و لا يلزم في حملهما[3]على
الماهية[4]،اعتبار الوجود أو
العدم فيها ليلغيا أو يتناقض[5]. كما
أن في حمل الأسود على الجسم، لا يعتبر فيه السواد و عدمه، و انما يجيء ذلك من قبل
المحمول، و كذا الثبوت الذهني[6]و
إن كان لازما[7]).
قد يتوهم أنه كما لا واسطة بين الوجود و العدم، لا واسطة بين
اعتبارهما، فالماهية المحمول عليها الوجود. إما مع اعتبار الوجود، فيكون الحمل
لغوا بمنزلة أن يقال: الماهية الموجودة موجودة، و إما مع اعتبار العدم
[4]حملهما عليها إنما يكون بواسطة
الاشتقاق كأن يقال هذه الماهية موجودة أو معدومة. أو الإضافة كأن يقال هي ذات وجود
أو عدم.
[5]تحقيق ذلك أن التقابل الحقيقي إنما
هو بين نفس الوجود و العدم لا بين اعتباريهما لأنه يجوز أن يعتبر هذا أو ذلك أو لا
يعتبر أحدهما و عدم الاعتبار لواحد بخصوصه هو المتعين عند حمل أحدهما ليفيد.
[6]فإنه كالوجود الخارجي في أنه لا
يعتبر في المحكوم عليه عند الحكم بذلك الثبوت عليه فيلغى اعتباره فيه بخصوصه.
[7]للمحكوم عليه، إذ لا يحكم على الشيء
إلا بعد تصوره، و تصوره ثبوت ذهني، و كما لا يعتبر في المحكوم عليه الثبوت الذهني
عند الحكم بذلك الثبوت عليه، فلا يعتبر فيه عدم الثبوت ذهنا لأنه يلزم في الأول
اللغو، و في الثاني التناقض.