الجواهر المعدومة. هل هي أجسام في العدم؟ فنفاه الجمهور، و أثبته
أبو الحسين الخياط[1].
أدلتهم على ثبوت الحال تقسيمه
(قال:و مثل تقسيم الحال إلى العلل بصفة موجودة، كالعالمية المعللة
بالعلم، و غير المعلل كلونية السواد، و تعطيل اختلاف الذوات بالأحوال إلى غير
ذلك).
من تفاريع القول بالحال تقسيمه إلى حال هو معلل بصفة موجودة في
الذات، كالعالمية المعللة بالعلم، و القادرية المعللة بالقدرة، و إلى حال ليس كذلك
كلونية السواد، فإنها لا تعلل بصفة في السواد، و كذا وجود الأشياء، و منها تعليل
اختلاف الذوات في العدم بالأحوال، فإن القائلين بكون الذوات المعدومة متخالفة
بالصفات، جعلوا تلك الصفات أحوالا، و دل[2]ذلك على أن الحال عندهم لا يجب أن يكون صفة لموجود، و منها تقسيمهم
تلك الصفات في الجواهر إلى ما يعود إلى الجملة، أعني مجموع ما يتركب عنه البنية
كالحيثية، و ما هو مشروط بها كالعلم و القدرة، و إلى ما يعود إلى التفصيل، أي
الافراد كالجوهرية، و الوجود، و الكون، و الكائنية. و في الأعراض إلى الصفة
النفسية كالسوادية، و الصفة الحاصلة بالفاعل كالوجود، و إلى ما يتبع العرض بشرط
الوجود كالحلول في المحل[3].
[1]أبو الحسن عبد الرحيم بن محمد بن
عثمان الخياط أستاذ أبي القاسم البلخي و له كتب كثيرة في النقض على ابن الراوندي،
و كان أبو الحسين فقيها صاحب حديث، واسع الحفظ لمذاهب المتكلمين، و من كتبه في
الرد على ابن الراوندي الانتصار.