يقبله أهل اللغة، و لا تقوم عليه شبهة لا من جهة وقوع استعماله، في
غير ما ذكر كل منهم، فإن له أن يقول هو مجاز. كما نقول نحن في مثل قوله تعالىإِنَّما
قَوْلُنا لِشَيْءٍ[1]و كون الأصل في الإطلاق هو الحقيقة مشترك الإلزام، فلا بد من
الرجوع إلى أمر آخر من نقل، أو كثرة استعمال أو مبادرة فهم أو نحو ذلك.
الأول:أن الوجود ليس بموجود و إلا تسلسل، و لا معدوم و إلا اتصف بنقيضه،
و القول بأنه لا يرد عليه القسمة اعتراف بالواسطة. قلنا: موجود و وجوده عينه، أو
معدوم و إنما يلزم الاتصاف بالنقيض، لو كان الوجود عدما أو الموجد معدما.
الثاني:الكلي ليس بموجود، و إلا لكان مشخصا و لا معدوم و إلا لما كان جزءا
للموجود، و كذلك[3]حال كل جنس أو فصل مع نوعه، على أنه لو وجد يلزم في الأعراض قيام
العرض بالعرض.
قلنا: لا تركب في الخارج، إذ ليس هنا شيء هو إنسان و آخر خصوصية
زيد، و لا في السواد شيء هو لون و آخر قابض للبصر، و آخر مركب منهما يقوم واحد
منهما بآخر، على أن مثل هذا القيام ليس من قيام العرض بالمحل في شيء، و إنما
التمايز في الذهن، فثبت فيه الكلي و الجنس).
[2]الحال يذكّر و يؤنث و يطلق على معان
متقاربة كالكيفية و المقام و الهيئة و الصفة و الصورة. و الحال في اصطلاح
المتكلمين وسط بين الموجود و المعدوم و هو صفة لا موجودة بذاتها و لا معدومة لكنها
قائمة بموجود كالعالمية، و الحال عند ديكارت و سبينوزا إحدى كيفيات الموجود أو
الجوهر.