responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 349

العاقلة. و هو المعنى الموجود الذهني، ثم إذا كان طريق التعقل واحدا كان تعقل الموجودات أيضا بحصول صورها في العقل. و ذكر صاحب المواقف: أن المرتسم في العقل الفعال إن كان الصور و الماهيات الكلية يثبت الوجود الذهني، إذ غرضنا إثبات نوع من التميز للمعقولات، غير التميز بالهوية الذي نسميه بالوجود الخارجي، سواء اخترع العقل تلك الصور أو لاحظها من موضوع آخر، كالعقل الفعال و غيره، و فيه نظر، لأن غاية ذلك أن يكون للمعقولات تميز عند العقل بالصورة و الماهية، لكن كون ذلك بحصول الصورة في العقل هو أول المسألة.

اتصاف الذهن بالحرارة و البرودة بديهي الاستحالة

(قال: تمسك المانعون‌ [1] بأن اتصاف الذهن بالحرارة و البرودة و حصول السموات فيه بديهي الاستحالة، و بأنه لو وجد في الذهن ما لا تحقق له في الخارج لوجد فيه، لأن الموجود في الوجود في الشي‌ء موجود فيه و رد [2] بأن ذلك في الوجود المتأصل، فالحار ما يقوم به هوية الحرارة لا صورتها، و المحال حصول هويات السموات في الذهن لا صورها [3]. و الحاصل في الذهن صورة المعدوم، و في الخارج هوية الذهن، بخلاف وجود الماء في الكوز و الكوز في الدار).

لما كان مبنى الوجود الذهني على استلزام التعقل إياه. اقتصر المانعون على إبطال ذلك و تقريره من وجوه:


[1] جمهور المتكلمين قالوا: إن الذهن لو حصل وجود معقوله فيه لزم اتصافه بذلك المعقول و إن كان وصفا إذ لا معنى لاتصاف الشي‌ء بوصف إلا وجوده فيه و لزم كونه محالا لذاته إن كان ذاتا و كلاهما محال. أما الأول: فلما يستلزمه من صحة الجمع بين الضدين. و أما الثاني: فلما يستلزمه من تحمل الضيف ما لا يسمع منه أقل القليل و كلاهما بديهي البطلان.

(راجع الإرشاد للجويني).

[2] في (ج) ودد بدالين بدون (الراء).

[3] أي حصول صور السموات في الذهن فإنه جائز، و الحصول الذهني هو الحصول الصوري الممكن لا الحصول المحال.

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست