و يكاد السلف الصالح و التابعون من بعدهم يتفقون على أن علم الكلام
بدعة، و بدعة كان لها أكبر الأثر في تفريق المسلمين و تشتيت وحدتهم.
حتى العلماء الذين خدعهم بريق الجدل، و أخذ بلبهم بهرجه الزائف عادوا
في أخريات حياتهم يتوبون منه، و يوصون غيرهم بالبعد عنه، و عدم الاقتراب من منهله.
يروى عن أحمد بن سنان قال:
كان الوليد بن أبان الكرابيسي[1]خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه:
تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني ..؟
قالوا: لا.
قال: فتتهمونني.
قالوا: لا.
قال: فإني أوصيكم أ تقبلون ..؟
قالوا: نعم.
[1]هو: الوليد بن أبان الكرابيسي:
معتزلي من علماء الكلام، من أهل البصرة له مقالات في تقوية مذهب الاعتزال. نسبته
إلى بيع الكرابيس، و هو قد توفي عام 214 ه.
(راجع النجوم الزاهرة 2: 10 و تاريخ بغداد 13: 441).