responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 32

هل كان المسلمون في حاجة إليه ..؟

و نتساءل: هل كان المسلمون بحاجة إلى علم الكلام حين قام؟

يرى بعض العلماء أن العقائد ثابتة في القرآن، و أوضحتها السنة النبوية فلا حاجة إذن إلى علم الكلام.

هذا على اعتبار أن علم الكلام: هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير، بإيراد الحجج و دفع الشبه .. كما يقول (التفتازاني) في شرحه للعقائد العضدية [1].

و يقولون أيضا: لو كان علم الكلام هدى و رشادا لتكلم فيه النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و خلفاؤه و أصحابه، و لأن النبي صلّى اللّه عليه و سلم لم يمت حتى تكلم في كل ما يحتاج إليه من أمور الدين، و بيّنه بيانا شافيا، و لم يترك بعده لأحد مقالا فيما للمسلمين إليه حاجة من أمور دينهم، و ما يقربهم إلى اللّه عز و جل، و يباعدهم عن سخطه، فلما لم يرووا عنه الكلام في شي‌ء مما ذكرناه علمنا أن الكلام فيه بدعة، و البحث عنه ضلالة لأنه لو كان خيرا لما فات النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لتكلموا فيه.

و قالوا أيضا: و لأنه ليس يخلو ذلك من وجهين: إما أن يكونوا علموه فسكتوا عنه، أو لم يعلموه بل جهلوه، فإن كانوا علموه و لم يتكلموا فيه وسعنا أيضا نحن السكوت عنه، كما وسعهم السكوت عنه، و وسعنا ترك الخوض فيه، كما


[1] راجع شرح العقائد العضدية، و كتاب المواقف لعضد الدين الإيجي.

اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست