مفهوم العدم واحد، فلو لم يتحد مفهوم مقابله لبطل الحصر العقلي[1]و جعلنا اتحاد مفهوم العدم وجها رابعا تقريره أن مفهوم العدم واحد،
فلو لم يكن للوجود مفهوم واحد لما كانا نقيضين ضرورة ارتفاعهما عن الوجود بمعنى
آخر. و اللازم باطل قطعا.
فإن قيل: لا نسلم اتحاد مفهوم العدم، بل الوجود نفس الحقيقة و العدم
رفعها، فلكل وجود رفع يقابله.
قلنا: سواء جعل رفع الوجود بمعنى الكون المشترك، أو بمعنى نفس
الحقيقة، فهو مفهوم واحد بالضرورة، و إنما التعدد بالإضافة.
فإن قيل: لا خفاء في أن اللاإنسان و اللافرس و اللاشجر و غير ذلك
مفهومات مختلفة فإن لفظ العدم موضوعا بإزاء كل منها لم يتحد مفهومه.
قلنا: الكل مشترك في مفهوم لا. و هو معنى العدم و لا نعني باتحاد
المفهوم سوى هذا[2].
زيادة الوجود على الماهية
(قال:و على الثاني صحة سلبه عنها، و افادة حمله عليها، و اكتساب ثبوته[3]و اتحاد مفهومه دونها و انفكاك تعقله عنها).
أي ينبه على زيادة الوجود على الماهية أمور تجامع الوجود، و تنافي
الماهية، و ذاتياتها.
الأول[4]:صحة السلب، فإنه يصح سلب الوجود عن الماهية، مثل
[2]يقول صاحب أشرف المقاصد: و إذا لزم
اتحاد معنى الوجود لزم مشاركته بين المفردات ضرورة أنه لو لم تشترك فيه معنى و هي
مختلفة لزم من صدقها عليها كون الاشتراك لفظيا فينتفي الاتحاد في المعنى فينتفي
الحصر.