المبحث الثاني في أن الوجود مفهوم مشترك بين الموجودات
(قال:المبحث الثاني أن الوجود مفهوم واحد مشترك بين الموجودات و هي زائدة
على الماهيات[1]ينبه على الأول الجزم بالوجود مع التردد في الخصوصية، و صحة التقسيم
إلى الواجب و غيره[2]مع قطع النظر عن الوضع و اللغة، فإن نوقض بالماهية و الشخص، قلنا
مطلقهما أيضا مشترك و تمام الحصر في الموجود و المعدوم، و القطع باتحاد مفهوم
العدم، و لو بمعنى رفع الحقيقة إذ لا تغاير إلا بالإضافة).
المنقول عن الشيخ أبي الحسن الأشعري[3]أن وجود كل شيء غير ذاته[4]و ليس للفظ الوجود مفهوم واحد مشترك بين الوجودات بل الاشتراك لفظي،
و الجمهور على أن له مفهوما واحدا مشتركا بين الوجودات، إلا أنه عند المتكلمين
حقيقة واحدة تختلف بالقيود و الإضافات، حتى إن وجود الواجب هو كونه في الأعيان،
على ما يعقل من كون الإنسان.
[2]و هو الوجود الممكن. و تقسم الشيء
إلى قسمين أو أقسام يدل على اشتراك القسمين أو الأقسام في المقسم لصدقه على كل، و
إلا كان بمثابة أن يقال مثلا: الإنسان إما حجر و إما شجر.
[3]هو: علي بن إسماعيل بن إسحاق أبو
الحسن، من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري: مؤسس مذهب الأشاعرة. كان من الأئمة
المتكلمين المجتهدين. ولد بالبصرة و تلقى مذهب المعتزلة و تقدم فيهم، ثم رجع و
جاهر بخلافهم، و توفي ببغداد عام 324 ه. من كتبه: الرد على المجسمة، و مقالات
الإسلاميين، و الإبانة، و مقالات الملحدين، و الرد على ابن الراوندي و غير ذلك،
رحمه اللّه.