بحسب المطالب، على ما بين في الصناعات الخمس، و صحة الصورة في المعرف
أن يقدم الأعم فيقيد بالفصل أو الخاصة، بحيث تحصل صورة وجدانية موازية أو مميزة
لصورة المطلوب، و في الدليل أن يكون على الشرائط المعتبرة في الانتاج على ما فصل
في أبواب القياس[1] و الاستقراء[2] و التمثيل[3] من المنطق، فظهر أن في تقسيمه النظر إلى الصحيح و الفاسد باعتبار
المادة و الصورة تجوزا فلا يبعد تقسيم إلى الجلي و الخفي بهذا الاعتبار أيضا فإن
أجزاء كل من المعرف و الدليل قد تكون ضرورية تتفاوت في الجلاء و الخفاء، و قد تكون
نظرية تنتهي إلى الضروري بوسائط أقل أو أكثر و كذا الصورة القياسية للأشكال، و
عبارة المواقف ربما توهم اختصاص التجوز بانقسام النظر إلى الجلي و الخفي و اختصاصه
بالدليل دون المعرف و ابتناء انقسام النظر إلى الصحيح و الفاسد باعتبار المادة و
الصورة على تفسيره بالترتيب.
النظر الصحيح
(قال: و الصحيح المقرون بشرائطه يفيد العلم).
قال الإمام: لا نزاع في أن
النظر يفيد الظن، و إنما النزاع في إفادته اليقين، فأنكره السمنية[4] مطلقا و جمع من الفلاسفة في الإلهيات
[1] في (ب) واحد بدلامن (واحدة).
[2] القياس: التقديريقال: قاس الشيء إذا قدره و يستعمل أيضا في التشبيه و القياس المنطقي. قول مؤلفمن أقوال إذا صحت لزم عنها بذاتها لا بالعرض، قول آخر غيرها اضطرارا (ابن سيناالنجاة ص 47).
[3] الاستقراء فياللغة: التتبع من استقرأ الأمر إذا تتبع لمعرفة أحواله. و عند المنطقيين هو الحكم علىالكلي بجميع أشخاصه، (مفاتيح العلوم ص 91). و قال ابن سينا: الاستقراء هو الحكمعلى كلي لوجود ذلك الحكم في جزئيات ذلك الكلي إما كلها و هو الاستقراء التام و إماأكثرها، و هو الاستقراء المشهور (النجاة ص 90). (راجع كلمة عن التمثيلفي هذا الجزء).
[4] السمنية فرقة منفرق الهند قالوا: إن نبيها (بوداسف) و قد قسم المقدسي طوائف الهنود إلى السمنيةالمعطلة. و البراهمة الملحدة و نسب التناسخ إلى السمنية. و قال صاحب الفهرست.و معنى السمنية منسوبإلى سمنى، و هم أسخى أهل الأرض و الأديان؟ و ذلك أن نبيهم أعلمهم أن أعظم الأمورالتي لا تحل و لا يسع الإنسان أن يعتقدها و لا يفعلها قول: لا في الأمور كلها فهمعلى ذلك قولا و فعلا و قول: لا. عندهم من فعل الشيطان (راجع الفهرست ص 484).