responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

المبحث الثاني تقسيم العلم إلى تصديق و تصور

(المبحث الثاني: العلم إن كان حكما أي إذعانا [1] و قبولا للنسبة فتصديق و إلا فتصور [2] و اختلافهما بالحقيقة لا بمجرد الإضافة).

أقول: قد اشتهر تقسيم العلم إلى التصور [3] و التصديق‌ [4]. و استبعده بعضهم لما بينهما من اللزوم إذ لا تصديق بدون التصور، بل ذكروا أنه لا تصور بحسب الحقيقة بدون التصديق بالتحقيق و إنما الكلام في التصور بحسب الاسم فعدلوا إلى التقسيم إلى التصور الساذج، أي المشروط بعدم الحكم و إلى التصديق.



[1] إذعانا: بمعنى أنالنفس أدركت أن النسبة واقعة في نفس الأمر أو ليست بواقعة، و تقرر ذلك عندها بأنلم تنفه جهلا و هو معنى الإذعان و القبول.
[2] و إذا لم يتعلقالعلم بالنسبة الإيقاعية و الانتزاعية بل تعلق بأحد طرفي النسبة أو بها لا علىأنها واقعة أو ليست بواقعة في نفس الأمر بل على وجه اداركها مع احتمال الوقوع وعدمه فتصور.
[3] التصور: تصورالشي‌ء تخيله، و تصور له الشي‌ء، صارت له عنده صورة، و عند علماء النفس، هو حصولصورة الشي‌ء في العقل. و عند المناطقة، هو إدراك الماهية من غير أن يحكم عليهابنفي أو إثبات. و الفلاسفة يفرقون بين التصور القبلي و التصور البعدي فيقولون: إنالتصور القبلي أو التصور المحض هو التصور المتقدم على التجربة كتصور الوحدة والكثرة و غيرهما، أما التصورات البعدية، فهي المعاني المستمدة من التجربة، كتصورمعنى الإنسان أو معنى الحيوان.
[4] التصديق إما مركبأو بسيط. فإن قلت: إن التصديق هو علم إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أوالإثبات، كان التصديق مركبا مثال ذلك: أن تصديقك بأن العالم حادث مؤلف من تصورالعالم، و تصور الحدوث، و من إدراك وقوع النسبة بينهما.و إذا قلت: إن التصديقهو مجرد إدراك النسبة كان التصديق بسيطا. و هو على كل حال فعل عقلي يستلزم نسبةالصدق إلى القائل، و ضده الإنكار و التكذيب.
اسم الکتاب : شرح المقاصد المؤلف : التفتازاني، سعد الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست