(قال: و غايته تحلية الإيمان بالإيمان و منفعته الفوز بنظام المعاش و نجاة
المعاد) أقول:[1] ما يتأدى إليه الشيء و يترتب عليه
يسمى من هذه الحيثية غاية، و من حيث يطلب للفعل[2] غرضا، ثم إن كان مما يتشوقه الكل طبعا يسمى منفعة، فيصدر العلم يذكر
غايته ليعلم أنه هل يوافق غرضه أم لا ...؟ و لئلا يكون نظره عبثا أو ضلالا و
منفعته ليزداد طالبه جدا و نشاطا. و غاية الكلام أن يصير الإيمان، و التصديق
بالأحكام الشرعية متيقنا[3]
محكما لا تزلزله شبه المبطلين و منفعته في الدنيا انتظام[4] أمر المعاش بالمحافظة على العدل و المعاملة التي يحتاج إليها في
بقاء النوع على وجه لا يؤدي إلى الفساد و في الآخرة النجاة من العذاب المرتب على
الكفر و سوء الاعتقاد.
علم الكلام أشرف العلوم
(قال: فهو أشرف العلوم).
أقول: لما تبين أن موضوعه
أعلى الموضوعات، و معلومه أجل المعلومات، و غايته أشرف الغايات، مع الإشارة إلى
شدة الاحتياج إليه، و ابتناء سائر العلوم الدينية عليه، و الإشعار بوثاقة براهينه
لكونها يقينيات يتطابق[5]
عليها العقل و الشرع تبين[6] أنه أشرف العلوم لأن هذه، جهات شرف العلم، و ما نقل عن السلف من
[1] زيد في (ب) كلمة(أقول) و سقطت من (أ).
[2] في (ب) بالفعل.
[3] في (ب) متقنا.
[4] زيد في (أ) كلمةأمر.
[5] في (ب) تطابق.
[6] في (ب) تبيين بدلامن (تبين).