و ما قاله ابن حجر يردده الإمام الشوكاني العالم المحقق، المفسر
المدقق، المؤرخ الألمعي يقول:
«أخذ التفتازاني عن أكابر
أهل العلم في عصره، وفاق في كثير من العلوم، و طار صيته، و رحل إليه الطلبة، و شرع
في التصنيف و عمره ست عشرة سنة، و قد تفرد بعلومه في القرن الثامن الهجري، و لم
يكن له في أهله نظير فيها، و له من الحظ و الشهرة و الصيت في أهل عصره. فمن بعدهم
ما لا يلحق به غيره فيه، و مصنفاته قد طارت في حياته إلى جميع البلدان، و تنافس
الناس في تحصيلها»[1].
فإذا تركنا الإمام
الشوكاني، و اتجهنا إلى صاحب كتاب مفتاح السعادة، فنراه يعده عالما حكيما، و يضعه
في صف واحد مع ابن سينا، و السهروردي، و الفخر الرازي و غيرهم حيث يقول:
«و من جملة أساطين الحكمة
أبو علي ابن سينا، و الإمام فخر الدين الرازي، و من نحا نحوهما كنصير الدين
الطوسي، و من هؤلاء الشيخ شهاب الدين السهروردي، و ممن انخرط في سلكهم العلامة قطب
الدين الشيرازي، و العلامة قطب الدين الرازي، و مولانا سعد الدين التفتازاني[2]. ثم يضيف عند ما يذكر التفتازاني بأنه
إمام الدنيا الذي أشرقت الأرض بنور علومه و تصنيفاته و تأليفاته»[3].
و في العصر الحديث تقول
عنه دائرة المعارف الإسلامية: «سعد الدين مسعود بن عمر حجة مشهورة في البلاغة و
المنطق، و ما وراء الطبيعة، و الكلام و الفقه، و غيرها من العلوم، و له كتب كثيرة
ما زالت تعلم في مدارس المشرق»[4].
هذا هو سعد الدين في عيون
العلماء، و في عقول الأدباء و المؤرخين رحمه اللّه رحمة واسعة بمقدار ما قدم من
خير للإسلام و المسلمين.
[1] راجع البدر الطالعج 2 ص 2003.
[2] راجع مفتاح السعادةج 1 ص 318 إلى 320.
[3] المصدر السابق ج 1ص 191.
[4] راجع دائرة المعارفالإسلامية ج 9 ص 402.