عملاق من عمالقة الفكر، و
رائد من رواد المعرفة، و شيخ أطبقت شهرته على الآفاق، و تخطت السدود و الحدود.
يصفه ابن تغرى بردى فيقول:
«كان فريد عصره، و وحيد
دهره، و إنه برع في المعقول، و ساد على أقرانه، و شارك في المنقول، و في أنواع من
العلوم، و تصدى للإقراء و التدريس، و برع في التأليف و التصنيف، و انتفع بمؤلفاته
و بمصنفاته الخاص و العام»[1].
و قد عرف ابن خلدون فضل
التفتازاني، و اطلع على مصنفاته في علم البيان و الكلام، و أصول الفقه، و وصفه
بأنه من عظماء هراة، و أشاد بمكانته في العلوم العقلية، و ذلك حيث يقول:
«و لقد وقفت بمصر على
تآليف متعددة لرجل من عظماء هراة من بلاد خراسان يشهر بسعد الدين التفتازاني، منها
في علم الكلام و أصول الفقه، و البيان، تشهد بأن له ملكة راسخة في هذه العلوم. و
في أثنائها ما يدل على أن له اطلاعا على العلوم الحكمية، و قدما عالية في سائر
الفنون العقلية»[2] أما صاحب كتاب أعلام الأخيار فيصفه
بأنه موسوعة علمية، و دائرة معارف في العلوم الإسلامية، فهو و إن كان شافعي
المذهب، إلا أنه يكتب في فقه
[1] المنهل الصافي ج 3ص 356 بتصرف.
[2] راجع مقدمة ابنخلدون ج 3 ص 1091.