responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 90

أقول: فهل جرى لأبيك و أمّك من يعزّ عليك مثل هذا البلاء و الابتلاء الّذي لا يجوز، و يهون عليك، و لا أحد من المسلمين و لا على من يعرف منازل أولاد الملوك و السّلاطين.

أقول: فإذا كان أواخر نهار يوم عاشوراء فقم قائماً[1] و سلّم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و على مولانا أمير المؤمنين و على مولانا الحسن بن علي و على سيدتنا فاطمة الزهراء و عترتهم الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين، و عزّهم على هذه المصائب بقلب محزون و عين باكية و لسان ذليل بالنوائب، ثمّ اعتذر إلى اللَّه جلّ جلاله و إليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك و ان يعفو عمّا لم تعمله ممّا كنت تعمله مع من يعزّ عليك، فإنّه من المستبعد ان تقوم في هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النّازل.

و اجعل كلّما يكون من الحركات و السكنات في الجزع عليه خدمة للَّه جلّ جلاله و متقرّباً بذلك إليه، و اسأل من اللَّه جلّ جلاله و منهم ما يريدون أن يسأله منهم، و ما أنت محتاج إليه و ان لم تعرفه و لم تبلغ أملك إليه، فإنّهم أحقّ ان يعطوك على قدر إمكانهم، و يعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم.

أقول: و لعلّ قائلًا يقول: هلّا كان الحزن الّذي يعملونه من أول عشر المحرّم قبل وقوع القتل، يعملونه بعد يوم عاشوراء لأجل تجدّد القتل.

فأقول: انّ أوّل العشر كان الحزن خوفاً ممّا جرت الحال عليه، فلمّا قتل صلوات اللَّه عليه و آله دخل تحت قول اللَّه تعالى‌:

«وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ»[2]، فلمّا صاروا فرحين بسعادة الشهادة وجب المشاركة لهم في السرور بعد القتل لتظفرهم بالسعادة.

فإن قيل: فعلام تجدّدون قراءة المقتل و الحزن كل عام؟


[1] تائماً (خ ل).
[2] آل عمران: 169- 170.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست