اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 22
عليها بطاعة مولاه و مراقباته، و يسلب كرامة الغنى و كثيرا من المنى
بذهاب الاختيار الّذي كان وهبه مالك رقّه، و يجد نفسه أسيرا بعد عتقه و يطوي صحائف
عمل سعاداته الباقية، و يعزل عن ديوان المعاملة للأبواب الإلهية العالية، فاذكّر
نفسي و غيري بفقدان هذه السّاعات، و اوصي باغتنام أوقات العنايات قبل حلول
الحادثات و نوازل الملمّات[1].
و هذا شرح أبواب الشهور و
ما فيها من الخير المذخور، و نبدأ بالإشارة إلى بعض تأويل ما ورد من الاختلاف في
الاخبار هل أوّل السنة شهر رمضان أو شهر المحرم، فنقول:
قد ذكرنا في الجزء السادس
من الّذي سمّيناه كتاب المضمار السباق و اللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق و عتاق
الأعناق ما معناه:
انّه يمكن ان يكون أوّل
السنة في العبادات و الطاعات شهر رمضان، و ان يكون أوّل السنة لتواريخ أهل الإسلام
و تجدّدات العام شهر المحرم، و قدّمنا هناك بعض الاخبار المختصّة بأنّ أوّل السّنة
شهر رمضان[2]، و سيأتي في حديث عن الرضا عليه
السلام في عمل أوّل يوم من محرّم يقتضي دعائه انّ أول السنة المحرم.
و رويت بعدة أسانيد قد
ذكرتها في كتاب الإجازات إلى الطبري من تاريخه في سنة ستّة عشر من الهجرة ما هذا
لفظه:
قال فيها كتب التاريخ في
شهر ربيع الأول،
و قال: حدثني ابن أبي
سيرة، عن عثمان بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن ابن المسيب قال: أوّل من كتب
التّاريخ عمر لسنتين و نصف من خلافته، فكتب لستة عشر من الهجرة بمشورة علي بن أبي
طالب عليه السلام، حدثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدثنا نعيم
بن حماد، قال:
حدثنا الدراوردي، عن
عثمان بن عبيد اللّه بن أبي رافع قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: جمع عمر بن الخطاب الناس فسألهم أيّ يوم نكتب؟ فقال أمير المؤمنين
علي عليه السلام: من يوم هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ترك ارض الشرك،
فقبله
[1] الملمات جمع الملمة، و هي حادثة الدهر.
[2] شهر الصيام (خ ل). الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 22