اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 194
من إسعاده و إرفاده.
و متى نقصت اللّه جلّ
جلاله في صومك عمّا نجده في خدمة الملك، من نشاطك و سرورك و اهتمامك و اعتقاد
المنّة له في إكرامك، و الذّنب لك ان ضاع منك صوم نهارك، و تكون أنت قد هوّنت
باللّه جلّ جلاله و عملت ما يقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ما وهبك من
مسارك و مبارك و طول اعمارك.
أقول: و ان اشتبه عليك صوم
إخلاص النيّات بصوم الرّياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدّة إشارات:
منها: ان تعرض على نفسك
حضور الإفطار في ذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار، فإن وجدت نفسك تستحيي[1] من مشاهدتهم لإفطارك بين
الصُيّام، فاعلم انّ في صومك شبهة تريد بها التقرّب إلى قلوب الأنام.
و منها: ان تعتبر نفسك
أيّما أسرّ لها و أحبّ إليها، ان يطلع اللّه جلّ جلاله وحده عليها، أو تريد ان
يعلم بها و يطّلع عليها مع اللّه تعالى سواه، ممّن يمدحها أو ينفعها اطّلاعه في
دنياه، فان وجدت نفسك تريد مع اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على صيامك معرفة أحد غير
اللّه تعالى بصومك ليزيد في إكرامك، أو وجدت اطّلاع أحد على صومك احلى في قلبك من
اطّلاع ربك، فاعلم أنّ صومك سقيم و انّك عبد لئيم.
و منها: انّك تعتبر نفسك
في صومها هل تجدها مع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لرب العالمين، و مع قلة
الصائمين أو عدمهم هي أضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين، فان وجدتها تنشط
للصّوم عند صومهم و تتكاسل عند إفطارهم، فاعلم أنّك تصوم طلبا لموافقتهم و تبعا
لارادتهم، و صومك سقيم بقدر اشتغالك بأتباعهم عن اتّباع مالك ناصيتك و ناصيتهم.
و منها: ان تعتبر هل صومك
لأجل مجرد الثّواب أو لأجل مراد ربّ الأرباب، فإن وجدت نفسك لو لا الثّواب الّذي
ورد في الاخبار، و انّه يدفع إخطار النار، ما كنت