responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 143

بفعاله و مقالة، فينبغي ان يكون تعظيم يوم ولادته على قدر شرف نبوّته و منفعته و فائدته.

و قد وجدت النّصارى و جماعة من المسلمين يعظّمون مولد عيسى عليه السلام تعظيماً لا يعظمون فيه أحداً من العالمين، و تعجّبت كيف قنع من يعظّم ذلك المولد من أهل الإسلام، كيف يقنعون ان يكون مولد نبيّهم الّذي هو أعظم من كلّ نبيّ دون مولد واحد من الأنبياء، انّ هذا خلاف صواب الآراء، و لعلّه لو حصل لواحد من العباد مولود بعد ان كان فاقداً للأولاد لوجد من السرور و تعظيم المولد المذكور أضعاف مولد سيّد النبيّين و أعظم الخلائق عند ربّ العالمين، و هذا خلاف صفات العارفين‌[1] و بعيد من قواعد المسعودين و أهل اليقين.

فاللَّه اللَّه أيّها العارف بالصواب المحافظ على الآداب المراقب لمالك يوم الحساب، ان يكون هذا يوم مولد خاتم الأنبياء[2] عندك دون مولد أحد ابدأ في دار الفناء، و كن ذلك اليوم عارفاً و معترفاً بفضل اللَّه جلّ جلاله عليك و على سائر عباده و بلاده بالنّعمة العظيمة بإنشاء هذا المولود المقدّس و تعظيم ميلاده، و تقرّب إلى اللَّه جلّ جلاله بالصدقات المبرورة و صلوات الشكر المذكورة و التّهاني فيما بين أهل الإسلام و إظهار فضل هذا اليوم على الأيام، حتّى تعرّفه قلوب الأطفال و النساء و يصير طبيعة لهم نافعة و رافعة في دار الابتلاء و دار دوام البقاء.

و لا تقتد بأهل الكسالة أو المتهونين‌[3] بأمر الجلالة، أو الجاهلين لحقوق صاحب الرسالة، فإنّ الواصف لأمر و لا يقوم بتعظيم قدره، و المادح بشكر و لا يعلم بما مدحه من شكره، ممّن يكذّب فعاله مقاله و يشهد عليه (بالخسران و الخذلان)[4] أعماله.

فإن اللَّه جلّ جلاله وصف المعترفين بلسان مقالهم المخالفين لما يقولونه ببيان أفعالهم انّهم كاذبون مفترون و منافقون، فقال جل جلاله:


[1] كمال صفات العارفين (خ ل).
[2] النبيين (خ ل).
[3] و لا تقيد (خ ل)،المهونين (خ ل).
[4] ليس في بعض النسخ.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست