responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 482

أقول: و كنت أجد جماعة من أصحابنا يأخذون التّربة الشريفة من ضريح مولانا الحسين عليه السلام و الصلاة و الرضوان، ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان.

فقلت لمن قلت له منهم: هل وجدتم أثرا أو خبرا بأخذ هذه التربة في هذه الليلة؟

فقالوا: لا، لكن نرجو أن يكون ليلة القدر، فقلت: فما أراكم تتركون بعد هذه الليلة الدّعاء في كل يوم بالظّفر بليلة القدر من تمام العشر الأخير، و لأنّها لو كانت ليلة القدر على التّقدير من أين عرفتم انّ ليلة القدر المنيفة محلّ لأخذ التربة الشريفة.

ثم قلت: كان مقتضى المعقول و ظواهر المنقول يقتضي ان يكون أخذ التّربة للشفاء و الدواء و دفع أنواع البلاء في وقت إطلاق الجوائز للأنام، و هو يوم جوائز شهر الصيام، فيسأل العبد يوم العيد ان يكون من جملة جوائزه التي ينعم اللَّه جلّ جلاله بها عليه الاذن في أخذ تربة الحسين عليه السلام، فيأتي أخذها في وقت إطلاق العطايا و المواهب الجزيلة، مناسبا لإطلاق التربة المقدسة الجليلة.

أقول: و ما هذا الحديث و ما رويناه من أمثاله، منافيا لما ذكرنا من كيفيّة التوجه إلى اللَّه جلّ جلاله و الظّفر بإفضاله و إقباله، لأنّ اللَّه جلّ جلاله انّما يعطى الجوائز مع الأدب بين يديه و الإخلاص في الإقبال عليه، و قد كشفنا لك في الوجوه الّتي أشرنا إليها ما حضرنا و أذن لنا في التنبيه عليها، فاختر لنفسك ما أنت محتاج إليه على قدر جود المالك الّذي تقف بين يديه، و على قدر اليوم الذي أطلق الجوائز لكل محتاج إليه، و على قدر فقرك في الدنيا و يوم القدوم عليه.

و ليكن من جملة مطالبك و مآربك ان تقول:

يا كَرِيمُ يا جَوادُ يا عَوّادُ، انَّ عادَةَ الْمَلِكِ الْجَوادِ، إِذا أَسْقَطَ ما لَهُ عَلى‌ وُفُودِهِ وَ جُنُودِهِ، أَبْقَى ما لَهُمْ عَلَيْهِ مِنْ عَوائِدِ مَراحِمِهِ وَ مَكارِمِ وَ جُودِهِ، فَحَيْثُ قَدْ أَسْقَطْتَ عَنّا وَظائِفَ الْعِباداتِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ، فَأَبْقِ عَلَيْنا دَوامَ ما كانَ فِيهِ مِنَ الْعِناياتِ وَ السَّعاداتِ، وَ الْأَمانِ وَ الرِّضْوانِ وَ كَمالِ الإِحْسانِ.

الإقبال بالأعمال الحسنة

اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 482
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست