اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 593
بالكلية فليكن العبد راضيا بما يراه مولاه له من التدبير في القليل و
الكثير و لا يكن الله جل جلاله دون وكيل الإنسان في أموره الذي يرضى بتدبيره و لا
دون جاريته أو زوجته في داره التي يثق إليها في تدبير إيثاره و منها التنبيه على
أن الذي صحبه إلى الغار على ما تضمنه [تضمن] وصف صحبته في الأخبار يصلح في تلك
الحادثات إلا للهرب و لأوقات الذل و الخوف من الأخطار التي يصلح لها مثل النساء
الضعيفات و الغلمان الذين يصيحون في الطرقات عند الهرب من المخافات و ما كان يصلح
للمقام بعده ليدفع عنه خطر الأعداء و لا أن يكون معه بسلاح و لا قوة لمنع شيء من
البلاء و منها أن الطبري في تاريخه و أحمد بن حنبل رويا في كتابيهما أن هذا الرجل
المشار إليه ما كان عارفا بتوجه النبي ص و أنه جاء إلى مولانا علي ع فسأله عنه
فأخبره أنه توجه فتبعه بعد توجهه حتى تظفر به و تأذى رسول الله ص بالخوف منه لما
توجه لما تبعه و عثر بحجر فلق قدمه
14، 1 فقال الطبري في تاريخه ما هذا لفظه
فخرج أبو بكر مسرعا و لحق نبي الله ص في الطريق فسمع جرس أبي بكر في ظلمة الليل
فحسبه من المشركين فأسرع رسول الله ص يمشي فقطع [فانقطع] قبال نعله ففلق إبهامه
حجر و كثر دمها فأسرع المشي فخاف أبو بكر أن يشق على رسول الله ص فرفع صوته و تكلم
فعرفه رسول الله فقام حين أتاه فانطلقا و رجل رسول الله ص تثر [تشر] دما حتى انتهى
إلى الغار مع الصبح فدخلاه و أصبح الذين كانوا يرصدون رسول الله ص فدخلوا الدار
فقام علي ع على [عن] فراشه فلما دنوا منه عرفوه فقالوا له أين صاحبك قال لا أدري
أ و رقيبا كنت عليه أمرتموه بالخروج فخرج فانتهروه و ضربوه و أخرجوه إلى المسجد
فحبسوه ساعة ثم تركوه و نجا رسول الله ص.
أقول و ما كان حيث لقيه
يتهيأ أن يتركه النبي ص و يبعد منه خوفا أن يلزمه أهل مكة فيخبرهم عنه و هو رجل
جبان فيؤخذ النبي ص و يذهب الإسلام بكماله لأن أبا بكر أراد الهرب من مكة و مفارقة
النبي ع قبل هجرته على ما ذكره الطبري في حديث الهجرة فقال ما هذا لفظه
14 و كان أبو بكر كثيرا
ما يستأذن رسول الله ص في الهجرة و يقول له رسول الله ص لا تعجل.
أقول فإذا كان قد أراد
المفارقة قبل طلب
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 593