اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 578
عليه و على جماعته و من يعز عليه جرى فيه ما قد شرحنا بعضه من هتك
حرمات الإسلام و ذل مقامات أهل العقول و الأفهام و دروس معالم الدين و شماتة أعداء
المسلمين فاجتهد أن يراك الله جل جلاله أن كلما يعز عليه يعز عليك و أن يراك رسوله
ع أن كلما هو إساءة إليه فهو إساءة إليك فكذا يكون من يريد شرف الوفاء لله جل
جلاله و لرسول الله ص و لخاصته و كذا يكون من يريد أن يكون الله جل جلاله و رسوله
و أوليائه ع معه عند نكبته أو حاجته أو ضرورته فإنه إذا كان معهم في الغضب و الرضا
و اللذة [و الكدرة] و السرور و كانوا معه عند مثل تلك الأمور أقول و أما إن كنت
صاحب معرفة بالله جل جلاله و خواص عباده و تتقي الله جل جلاله في اتباع مراده فإنك
لا تقنع أن يكون حالك يوم عاشوراء مثل حالك عند فقد الآباء و الأبناء بل على قدر
منزلة الحسين ص و ذريته و عترته عند الله جل جلاله و عند جدهم ص في المواساة عند
تلف ما يقوم مقام مهجته و على قدر المصيبة في الإسلام و ذهاب حرمته.
فهذا ما أردنا ذكره من
أحوال المواساة في أهوال قتل أئمة النجاة و لم نستوف كلما توجه من حقوقهم المعظمة
في الحياة و بعد الوفاة أقول و إذا عزمت على ما لا بد منه من الطعام و الشراب بعد
انقضاء وقت المصاب فقل ما معناه اللهم إنك قلت
وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ
أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فالحسين صلوات
الله عليه و على أصحابه عندك الآن يأكلون و يشربون فنحن في هذا الطعام و الشراب
بهم مقتدون أقول و سأذكر تعزية لمولانا جعفر بن محمد الصادق ع كتبها إلى بني عمه
رضوان الله عليهم لما حبسوا ليكون مضمونها تعزية عن الحسين ع و عترته و أصحابه
رضوان الله عليهم.