responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 567

على النياحة و العويل و هل من جواد بالدمع على القتيل و كيف يغني شق الجيوب عن شق القلوب لسفك دماء الأحبة بأرض الغربة و سلب مصونات الأبدان و تركها عارية بغير أكفان و من ذا يتخلف عن المساواة للملوك الهداة و من يؤثر أن يكون محمد في مجلس العزاء مع الأنبياء و الأولياء على مصابه بثمرة فؤاده و بمخالفة مراده و بتلف ما جاء به من الشريعة و بما تجدد من الأمور الفظيعة و لا يشاركه في عزائه و البكاء على ذريته و أبنائه و أي عين تبخل بدموعها المخزونة و أي قلوب لا تبكي و لا تحزن لهاتيك [لهتك‌] الوجوه المصونة و أي يد لا ترتفع نادية و شاكية و أي ألسنة لا تنطق بالواعية عباد الله أفكروا [تفكروا] لو كان هذا قد جرى على أولادكم و أطفالكم و رجالكم و بناتكم و حرماتكم فانظروا ما كنتم صانعين و عاملين فلا يكن من يعز عليكم أعز ممن يعز على سيد المرسلين إن كنتم تريدون أن تكونوا من أهل الوفاء لخاتم الأنبياء و أن تسكنوا معه في دار البقاء فإن كل من فارقه في مصائبه و أحزانه كيف يرجو أن يلقاه بإحسانه أو يسكن معه في دار رضوانه و أمانه هيهات هيهات أن يشارك أيام الرخاء إلا من واسى أيام البلاء فلا يهن عندكم ما لم يهن على الله جل جلاله و خاصته و كونوا رحمكم الله على أعظم موافقة الله عز و جل في غضبه لهتك حرمته و على أتم صفة في مشاركة رسوله ص فيما جرى عليه لسفك دماء ذريته و اطلبوا في الليل و النهار و في الأسحار الأخذ بهذا الثار و الظفر بما وعد الصابرين و المجاهدين من المسار و المبار و أقول أحسن الله عزاء محمد ص و عزاء كل من شاركه فيما جرت الحال عليه و أحسن عزاكم أيها الحاضرون و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌.

فصل فيما نذكره من فضل زيارة الحسين ع يوم عاشوراء

اعلم أنه إذا كان المقصود [المقصد] بزيارة الحسين ع في يوم عاشوراء بعد قتله و انتقاله إلى الشرف الذي لا يبلغ وصفي إليه فينبغي أن يكون هذه الزيارة بعد العصر من اليوم المذكور فإن قتله ص كان بعد الظهر بحكم المنقول المشهور و قد كنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر زيارتين له ص في يوم عاشوراء و روينا فيها فضلا جليلا و ثوابا جزيلا و سنذكر هاهنا زيارتين فيهما زيادات و في إحداهما فضل عظيم في الروايات و نقدم أمامها حديثين في فضل زيارته في يوم عاشوراء.

رُوِّينَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّيِّ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ الزِّيَارَاتِ وَ الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ زَارَ

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست