responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 495

فصل فيما نذكره من تفطير الصائمين فيه‌

أقول قد قدمنا فيما مضى من الفصول فضلا عظيما لمن فطر صائما ليوم الغدير و أوضحنا ذلك بالمنقول فنذكر هاهنا زيادة من طريق المعقول فنقول إذا كان لكل صائم في ذلك العيد ما ذكرناه من الحظ السعيد فإذا قمت بإفطارهم و مسارهم و حفظ القوة التي بذلوها لله جل جلاله في نهارهم فكأنك قد ملكتها عليهم أو صرت شريكا لهم في كل ما وصل من الله جل جلاله إليهم بالمقدار اليسير الذي تخرجه في فطور الصائم و قد شهد العقل أن من قدر على الظفر بالغنائم و بالمماليك و بالسعادات و بالعنايات بقوت يوم واحد لبعض أهل الضرورات فإنه يغتنم ذلك بأبلغ الإمكان و لا يسامح نفسه بالتهوين لهذا المطلب العظيم الشأن و كفاك أنك تعظم بذلك ما عظمه مولاك و مالك دنياك و أخراك و يا طوباك أن يبلغ خير خلق الله جل جلاله محمدا ص و مولاك أمير المؤمنين ص و من يكون حديثك بعدهما إليه أنك عظمت يوما عزيزا عليهم و أكرمت كريما لديهم و رفعت رايات معالمهم المذكورة و قطعت شبهات من سعى في تغطية آيات مواسمهم المشهورة فتكون كمن [كما] كان من صدقت محبته و تعطرت [تقطرت‌] فضائله و ظهرت دلائله شعر

و تهتز [تهني‌] للمعروف في طلب العلى‌

لتذكر يوما عند ليلى شمائله.

 

فصل فيما نذكره مما يختم به يوم عيد الغدير

اعلم أنا قد عرفناك بعض ما عرفناه من شرف هذا اليوم و تعظيمه عند الله جل جلاله و عند من اتبع رضاه فكن عند أواخر نهاره ذاكرا لمعرفة قدره [مقداره‌] متأسفا على إبعاده تأسف المغرم بفراق أهل وداده متلهفا أن يؤهلك الله جل جلاله ليوم إظهار أسراره و أن يجعلك من أعوان المولى المذخور لرفع مناره و يشرفك بأن يكتب اسمك في ديوان أنصاره و يضم مثل ما عملت في اليوم المذكور السعيد بلسان الحال كما يفعل المؤدب من العبيد و تعرضه على من كنت ضيفا له من ثواب [نواب‌] الله جل جلاله و خاصته الذين عم الوسائل بينك و بين رحمته و حفظ نعمته و تسأل أن يتمموا ما فيه من نقصان و يربحوا ما تخاف على علمك من خسران و أن يسلموه من يد لسان حالهم إلى الملكين الحافظين الكاتبين بجميع أعمالك [أحوالك‌] في ذلك النهار أو يعرضوه على مزيد كمالهم على وجه الله جل جلاله عرضا يليق بالثابت المكمل في صفات الأبرار على مولى [المولى‌] الممالك المطلع على الأسرار فتكون قد أديت الأمانة في يومك و في عملك و اجتهدت في حفظ حرمته و محله و سلمت كل تفويض و تسليم إلى أهله.

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست