اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 467
من الله و رسوله ص على هذه الأمة التي هي خير الأمم أعظم من كل رئيس
في شرف القدم و علو الهمم و كمال القسم. و منها أن الامتحان بنص الله جل جلاله و
رسوله ص على مولانا علي بن أبي طالب ع وجدناه أعظم من كل امتحان عرفناه للأوصياء
لأجل ما اتفق من مولانا [لمولانا] علي ص من كثرة الحاسدين و أعداء الدين الذين
عاداهم و جاهدهم في الله رب العالمين و في نصرة سيد المرسلين و قد شهدت عدالة
الألباب أن المنازل في الفضل تزيد بزيادة الامتحان الوارد من جانب مالك الأسباب. و
منها أن مولانا عليا ع وقى النبي ص و حفظ الإسلام و المسلمين في عدة مقامات عجز
عنها كثير من قوة العالمين فجازاه جل جلاله و رسوله ص شرف ذلك الفضل المبين بهذا
المقام المكين مثل أنه بات على فراش رسول الله ص [النبي] بمكة و قد عجز عنها كل
من قرب منه و كانوا بين هارب أو عاجز عنه فكلما جرى بالمهاجرة من الشهادة في
الدنيا و الآخرة فمولانا حيث فداه بمهجته أصل الفوائد بنبوته. و منها أداؤه سورة
براءة و نبذ عهود المشركين لما نزل إلى خاتم النبيين أنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل
منك فكان القائم مقام النبوة مولانا علي أمير المؤمنين ع. و منها مقامات مولانا
علي ع في بدر و خيبر و حنين و في أحد و في كل موقف كان يمكن أن يخذل الوالد للولد.
و منها قتل مولانا علي ص لعمرو بن عبد ود العظيم الشأن.
فما ظنك برجل يرى النبي ص
أنه هو الإسلام كله و كيف يدرك بالبيان و التبيان فضله و لله در القائل شعر
يفنى الكلام و لا يحيط بوصفه
أ يحيط ما يفنى بما لا ينفد.
و منها أن الله جل جلاله
جعل النص منه جل جلاله و من رسوله ص بالخلافة لعلي ص يقوم مقام جميع فضل الرسالة و
هذا مقام لا يبلغ وصفي حقيقته فقال جل جلاله
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ
تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و قد ذكرنا في الطرائف عن المخالف و في هذا الكتاب أن المراد بهذه
الآية ولاية علي ص [ولايته] يوم الغدير من غير ارتياب. و منها أن عناية الله جل
جلاله بمولانا علي ع بلغت بتكرار الآيات و المعجزات و الكرامات إلى أن ادعى فيه
خلق عظيم باقون إلى هذه الأوقات ما ادعى بعض النصارى في عيسى ص و أنه رب العالمين
الذي يجب أن توجه العبادات إليه. و منها أن مولانا عليا ع عذب الذين ادعوا فيه
الإلهية كما أمره صاحب النبوة الربانية و لم يزدهم تعذيبه لهم إلا ملزما بأنه رب
العالمين [العباد] و ما عرفنا أن معبودا عذب من يعبده بمثل ذلك العذاب و هو مقيم
على عبادته بالجد و الاجتهاد فكان ذلك تنبيها على أن ظهور فضله خرق العقول و
البصائر حتى بلغ إلى هذا الأمر الباهر و ما يقدر على شرح فضل [فضائل] مولانا علي
ع على التفصيل و قد ذكرنا في الطرائف وجوها دالة على مقامه الجليل و قد نطق القرآن
الشريف بنعم الله تعالى على عباده مطلقا على التجميل فقال تعالى وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فهذا يكون من تلك النعم التي لا تحصى لأنه ع رئيس القوم الذين ظفروا
بها و حصلوها.
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 467