اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 336
البزاز رحمه الله ركعتين يحتمل أن يكون صلاتهما قبل صلاة الظهرين
فاقتضى الاستظهار للعبادات أن نذكرهما و فيهما فضل في العنايات فقال في كتابه ما
هذا لفظه أما الصلاة في يوم عرفة
أقول و أما هل الاجتماع
يوم عرفة أفضل أو الانفراد فاعلم أن الأحاديث وردت أن اجتماع أربعين في الدعوات و
قضاء الحاجات يقتضي تعجيل الإجابات و تفريج الكربات و وردت أحاديث أن الدعاء في
السر أفضل الدعاء و أبلغ في الظفر بالرجاء و إذا كانت الأخبار على هذه السبيل
فينبغي أن يكون على نفسه بصيرة في كل كثير و قليل فإن عرف من نفسه أن اجتماعه
بالناس لا يشغله عن مولاه و أنه يكون أقرب له إلى رضاه فالاجتماع لمثل هذه القوي
من العباد أفضل من الانفراد و إن كان يعلم من نفسه أن الاجتماع بالعباد يشغله عن
سلطان المعاد فهذا ينبغي له أن يعمل على الانفراد و جملة الأمور أن المراد من
العبد المبالغة في إخلاص الأعمال فكيف قدر على الظفر بهذه الحال فليبادر إليها و
يعتمد عليها.
فصل فيما نذكره من
الاستعداد لدعاء يوم عرفة أين كان من البلاد
أقول قد قدمنا في الجزء
الأول من كتاب المهمات و التتمات شروطا للدعوات المقبولات و عيوبا في الدعاء تمنع
من الإجابات فإن قدرت على نظر ما هناك من التفصيل فاعمل عليه فإنه واضح البرهان و
الدليل و إن تعذر عليك حضور ذلك الكتاب وقت هذه الدعوات و لم تكن ممن يعرف شروط
الإجابة و لا عيوب العبادة فاعلم أنه ينبغي أن تلقى الله جل جلاله وقت الحضور
لمناجاته و أنت طاهر من كل ما يقتضي استحقاقك لعقوباته أو معاتباته كما أن العقل
يشهد أنك إذا أردت دخول حضرت ملك من ملوك الزمان أو لقاء النبي ص أو أحد أئمتك
العظمى الشأن فإنك تستعد للدخول عليهم بكل ما يقربك إليهم و مهما عرفت أنهم يؤثرون
أن يكون عليك من الكسوات أو تكون عليه من الصفات أو يرتضونه من ألفاظ التسليم
عليهم
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 336