responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 314

في محبته و يعامل أصدقاءه و معارفه بالصفاء و الوفاء أكثر مما يعامل بذلك مالك الأشياء و من بيده تدبير دار الفناء و دار البقاء و إليه ورود ركائب الآمال و الرجاء فليكن متعجبا كيف علم الله جل جلاله أن هذا العبد يكون إذا خلقه على هذه الصفات من المخالفات.

فصل في صلاة غريبة في هذا اليوم‌

رَأَيْتُهَا فِي كُتُبِ الشِّيعَةِ الْقُمِّيِّينَ قَالَ: وَ رُوِيَ‌ أَنَّهُ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ رَكْعَتَانِ عِنْدَ الضُّحَى بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَيهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ يَقُولُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ تَدْعُو وَ تَقُولُ يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ أَجِبْ دَعْوَتِي يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَ ارْحَمْنِي وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي وَ مَا عِنْدِي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.

له و المعارضات و مع ذلك فبنى له المساكن و خلق له فيها ما يحتاج إليه إلى الممات و لم يؤاخذه و لم يعاجله بالجنايات و عامله معاملة أهل الطاعات و يحسن أن يكون على الإنسان إن كان مطيعا لربه أثر ما وهبه من المسكن و أعطاه فيه من الإحسان كما لو اشترى دارا يحتاج إليه أو وهبه سلطان مساكن كان مضطرا إليها أو كما لو بنى هو دارا بالتعب و العناء و مقاساة الذرجارية و البناء أو يكون مسرورا على أقل الصفات كما لو حصل له دار عارية أو بإجارة هو محتاج إليها في تلك الأوقات فأما إن خلى قلبه بالكلية من معرفة هذه النعم الإلهية فكأنه كالميت الذي لا يحسن بما فيه أو كالأعمى الذي لا ينظر إلى المواهب التي فضله ممن يراعيه أو كالأصم الذي لا يسمع من يناديه و ليبك على فقدان فوائد قلبه و عقله و يتوب.

فصل فيما نذكره مما يختم به ذلك اليوم‌

اعلم أن كل يوم سعيد و فصل جديد ينبغي أن يكون خاتمته على العبيد كما لو بسط ملك لعباده بساط ضيافة يليق بإرفاده و قدم إليهم موائد سعادة ثم جلسوا على فراش إكرامه فأكلوا ما احتاجوا إليه من طعامه و قاموا عن البساط ليطوي إلى سنة أخرى فلا يليق بعبد يعرف قدر تلك النعمة الكبرى إلا أن يراه سلطانه لإنعامه شاكرا و لإكرامه ذاكرا و لفضائل مقامه ناشرا على أفضل العبودية للجلالة الإلهية و يجعل آخر ذلك النهار كل [محل‌] الملاطفة للمطلع على الأسرار أن يقبل منه ما عمله و يبلغه [يتقبله‌] من مراحمه و مكارم أمله و يطيع في طاعته أجله فإنه يوشك إذا اجتهد العبد في لزوم الأدب لكل يوم سعيد أن يؤهله الله تعالى للمزيد لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ.

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست