responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 279

إِلَى مُجَرَّدِ رَحْمَتِكَ وَ جُودِكَ فَقَدِ انْكَسَرَ قَلْبُهُ وَ خَجِلَ وَ اسْتَحْيَا مِنْ وُقُوفِهِ عُرْيَاناً فِي يَوْمِ [يَوْمَ‌] عِيدِكَ مَعَ كَثْرَةِ مَنْ خَلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ عَبِيدِكَ وَ وُفُودِكَ وَ مَا لَهُ بَابٌ غَيْرُ بَابِكَ وَ هُوَ عَاجِزٌ عَنْ عِتَابِكَ فَكَيْفَ يَقْوَى عَلَى حِرْمَانِكَ وَ عِقَابِكَ.

فصل فيما نذكره من آداب العيد يوم العيد مع من يعتقد أنه إمامه و صاحب ذلك المقام المجيد

فأقول اعلم أنه إذا كان يوم عيد الفطر فإن كان صاحب الحكم و الأمر متصرفا في ملكه و رعاياه على الوجه الذي أعطاه مولاه فليكن مهنئا له ص بشرف إقبال الله جل جلاله عليه و تمام تمكينه من إحسانه إليه ثم كن مهنئا لنفسك و لمن يعز عليك و للدنيا و أهلها و لكل مسعود بإمامته بوجوده ع و سعوده و هدايته و فوائد دولته و إن كان من يعتقد وجوب طاعته ممنوعا من التصرف في مقتضى رئاسته فليكن عليك أثر المساواة و المواساة في الغضب مع الله جل جلاله مولاك و مولاه و الغضب لأجله و التأسف على ما فات من فضله.

فَقَدْ رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ وَ غَيْرِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا مِنْ عِيدٍ لِلْمُسْلِمِينَ أَضْحًى وَ لَا فِطْرٍ إِلَّا وَ هُوَ يَتَجَدَّدُ لآِلِ مُحَمَّدٍ فِيهِ حُزْنٌ قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ حَقَّهُمْ فِي يَدِ غَيْرِهِمْ.

و أقول لو أنك استحضرت كيف كانت تكون أعلام الإسلام بالعدل منشورة و أحكام الأنام بالفضل مشهورة و الأموال في الله جل جلاله إلى سائر عباده مبذولة و الآمال ضاحكة مستبشرة مقبولة و الأمن شامل للقريب و البعيد و النصر كامل للضعيف و الذليل و الوحيد و الدنيا قد أشرقت بشموس سعودها و انبسطت يد الإقبال في أغوارها و نجودها و ظهر من حكم الله جل جلاله الباهر و سلطانه القاهر ما يبهج العقول و القلوب سرورا و يملأ الآفاق ظهورا و نورا لكنت و الله يا أخي قد تنغصت في عيدك الذي أنت مسرور بإقباله و عرفت ما فاتك من كرم الله جل جلاله و إفضاله و كان البكاء و التلهف و التأسف أغلب عليك و أليق بك و أبلغ في الوفاء لمن يعز عليك و قد رفعت بك الآن و لم أشرح ما كان يمكن فيه إطلاق اللسان و هذا الذي ذكرناه على سبيل التنبيه و الإشارة لأن استيفاء شرح ما نريده يضيق عنه مبسوط العبارة و اعلم أن الصفاء و الوفاء لأصحاب الحقوق عند التفريق و البعاد أحسن من الصفاء و الوفاء مع الحضور و اجتماع الأجساد فليكن الصفاء و الوفاء شعار قلبك لمولاك و ربك القادر على تفريج كربك.

فصل فيما نذكره من ابتداء الأعمال في يوم عيد الفطر [يوم العيد] لطلب السعادة بالقبول و الإقبال‌

اعلم أنه ينبغي ابتداء هذا اليوم بعد ما ذكرناه بالغسل.

لِمَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْفِطْرِ سُنَّةٌ.

ذكر ما يقال عند الغسل.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَنْبَسَةَ [عُيَيْنَةَ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: صَلَاةُ الْعِيدِ يَوْمَ الْفِطْرِ أَنْ تَغْتَسِلَ مِنْ نَهَرٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَهَرٌ وَلِّ [فَلِ‌] أَنْتَ بِنَفْسِكَ اسْتِيفَاءَ الْمَاءِ بِتَخَشُّعٍ وَ لْيَكُنْ غُسْلُكَ تَحْتَ الظِّلَالِ أَوْ تَحْتَ حَائِطٍ وَ تَسْتَتِرُ بِجُهْدِكَ فَإِذَا هَمَمْتَ بِذَلِكَ فَقُلْ اللَّهُمَّ إِيمَاناً بِكَ وَ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَ اتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ سَمِّ وَ اغْتَسِلْ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْغُسْلِ فَقُلْ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِي وَ طَهِّرْ دِينِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ.

ثم ادع عند التهيؤ للخروج إلى صلاة العيد

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست