أقول و اعلم أن بخل
الإنسان بزكاة الفطرة اليسيرة و منع الله جل جلاله من ماله أن يتصرف فيه بالحوالة
لفقير بمقدار الزكاة الحقيرة فضيحة على العبد المدعي [المرعي] للإسلام و خروج عن
حكم العقول و الأحكام [الإسلام] لأن حكم الألباب يقتضي أن صاحب المال و هو رب
الأرباب أحق بالتصرف في ماله من عباده يعطي من يشاء من عباده يمنع من يشاء و يحكم
فيه بحسب مراده و كيف يستحسن العبد أن يقوم بين يدي الرب في صلاة أو في شيء من
العبادات و هو قد منعه من هذا المقدار اليسير من الزكوات و قابل مراسمه الشريفة
بالرد و الاستخفاف و إهمال التقدمات ما يفعل هذا إلا من قلبه مدنف [مونف] سقيم و
عقله ذميم و عساه يكون ممن اتخذ دينه هزوا و لعبا و كانت دعواه للإسلام كذبا.
الباب السابع و الثلاثون
فيما نذكره من وظائف يوم عيد الفطر
و فيه عدة فصول
فصل فيما نذكره من
الآداب في استقبال ذلك النهار
اعلم أن نهار يوم العيد
فتح باب سعيد و تجديد فضل جديد لم يجر مثله منذ سنة ماضية و يمضي فلا يعود مثله
إلى نحو سنة آتية و ما يخفى على ذوي الألباب أن فتح الأبواب التي تكون في الأوقات المتباعدات
بزيادة السعادات لها حق التعظيم و الاحترام و حق الاعتراف لصاحب الإنعام و لزوم
الآداب في سائر الأسباب مع مالك يوم الحساب.