responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 275

أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ أَيْضاً إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: مَنْ أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرَةِ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ بِهَا مَا نَقَصَ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ.

و منها معرفة أن الصوم مردود إن لم يخرج الفطرة على الوجه المحدود.

كَمَا رَوَيْنَاهُ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‌ إِنَّ مِنْ تَمَامِ الصَّوْمِ إِعْطَاءَ الزَّكَاةِ يَعْنِي الْفِطْرَةَ كَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ص تَمَامُ الصَّلَاةِ لِأَنَّهُ مَنْ صَامَ وَ لَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ فَلَا صَوْمَ لَهُ إِذَا تَرَكَهَا مُتَعَمِّداً وَ لَا صَلَاةَ لَهُ إِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ص لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ بَدَأَ بِهَا قَبْلَ الصَّوْمِ وَ قَالَ‌ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‌.

أقول و اعلم أن بخل الإنسان بزكاة الفطرة اليسيرة و منع الله جل جلاله من ماله أن يتصرف فيه بالحوالة لفقير بمقدار الزكاة الحقيرة فضيحة على العبد المدعي [المرعي‌] للإسلام و خروج عن حكم العقول و الأحكام [الإسلام‌] لأن حكم الألباب يقتضي أن صاحب المال و هو رب الأرباب أحق بالتصرف في ماله من عباده يعطي من يشاء من عباده يمنع من يشاء و يحكم فيه بحسب مراده و كيف يستحسن العبد أن يقوم بين يدي الرب في صلاة أو في شي‌ء من العبادات و هو قد منعه من هذا المقدار اليسير من الزكوات و قابل مراسمه الشريفة بالرد و الاستخفاف و إهمال التقدمات ما يفعل هذا إلا من قلبه مدنف [مونف‌] سقيم و عقله ذميم و عساه يكون ممن اتخذ دينه هزوا و لعبا و كانت دعواه للإسلام كذبا.

الباب السابع و الثلاثون فيما نذكره من وظائف يوم عيد الفطر

و فيه عدة فصول‌

فصل فيما نذكره من الآداب في استقبال ذلك النهار

اعلم أن نهار يوم العيد فتح باب سعيد و تجديد فضل جديد لم يجر مثله منذ سنة ماضية و يمضي فلا يعود مثله إلى نحو سنة آتية و ما يخفى على ذوي الألباب أن فتح الأبواب التي تكون في الأوقات المتباعدات بزيادة السعادات لها حق التعظيم و الاحترام و حق الاعتراف لصاحب الإنعام و لزوم الآداب في سائر الأسباب مع مالك يوم الحساب.

كَمَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ فَقَالَ: وَ نَظَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْفِطْرِ يَضْحَكُونَ وَ يَلْعَبُونَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ وَ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَاراً لِخَلْقِهِ يَسْتَبِقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ وَ رِضْوَانِهِ فَسَبَقَ فِيهِ قَوْمٌ فَفَازُوا وَ تَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الضَّاحِكِ اللَّاعِبِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُقَصِّرُونَ وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ وَ مُسِي‌ءٌ بِإِسَاءَتِهِ.

وَ رَوَاهُ أَيْضاً أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْزُبَانِيُّ فِي الْجُزْءِ السَّابِعِ مِنْ كِتَابِ الْأَزْمِنَةِ فَقَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ النَّحْوِيُّ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع فِي يَوْمِ فِطْرٍ وَ النَّاسُ يَضْحَكُونَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَاراً لِخَلْقِهِ يَسْتَبِقُونَ فِيهِ إِلَى طَاعَتِهِ فَسَبَقَ قَوْمٌ فَفَازُوا وَ تَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا وَ الْعَجَبُ مِنَ الضَّاحِكِ فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي يَفُوزُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ وَ اللَّهِ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ وَ مُسِي‌ءٌ بِإِسَاءَتِهِ عَنْ تَرْجِيلِ شَعْرٍ [شَعْرِهِ‌] وَ تَصْقِيلِ ثَوْبٍ [ثَوْبِهِ‌].

فصل فيما نذكره من صلاة الفجر يوم العيد و ما يختص تعقيبها في اليوم المذكور

أقول إن التكبير الذي ذكرناه بعد عشاء المغرب [العشاء و المغرب‌] إلى ليلة عيد الفطر ينبغي أن يكون عقيب صلاة الفجر و يدعو أيضا فيقول.

مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَمْرٍو مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السُّكَّرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَغْدَادِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيَّ دُعَاءَ شَهْرِ رَمَضَانَ الَّذِي كَانَ عَمُّهُ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَمْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ يَدْعُو بِهِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ دَفْتَراً مُجَلَّداً بِأَحْمَرَ فِيهِ أَدْعِيَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ جُمْلَتِهَا الدُّعَاءُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْفِطْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست