responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 270

فِي زُمْرَتِهِ وَ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَ فَضْلِكَ وَ كَرَامَتِكَ إِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضْلٍ كَرِيمٍ اللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَ أَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

و منها كيف يختم آخر أعماله و كيف يتحرز من دعاء النبي ص حيث.

قَالَ مَنِ انْسَلَخَ عَنْهُ شَهْرُ رَمَضَانَ وَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.

فإنها من أصعب الدعوات و أخطر الهلكات فليعمل على ما حررناه في الجزء الأول من كتاب المهمات و التتمات عند آخر كل نهار من تدبير المحاسبات و إن لم يحضره كتابنا المشار إليه و طلب أن نذكر هاهنا مما لا بد له مما يعتمد عليه فمن ذلك أن يتوب إلى الله جل جلاله على قدر الخطر الذي بين يديه فإن توقفت نفسه عن الصدق في التوبة و الندم على ما فات و ترك ما هو آت و عرف منها ركوب مطايا الإصرار و لا يقدم أن يلقى الله جل جلاله بالبهت و هو مطلع على الأسرار فليطلب من أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين عفوه الذي عامل به المسيئين و بسط به آمال المسرفين فقد يعفو المولى عن عبده و هو غير راض عنه و ليكن طلبه للعفو على قدر ما وقع منه فإن طلب العفو عن الذنب الكبير ما يكون مثل طلب العفو عن الذنب الصغير و لا يكون طلب العفو من مالك الدنيا و الآخرة مثل طلب العفو من عبد من عبيده تئول حاله إلى القبور الداثرة أقول فإن صدق في طلب العفو على قدر سوء حاله و على قدر عظمة الله جل جلاله فإن الله جل جلاله أهل أن يرحمه و يصدقه في آماله أقول و إن جنحت نفس العبد عن طلب العفو على قدر الذنب و مقدار ما يليق بالرب فليعد نفسه إلى مجلس القود عنه [منه‌] إذا لم يطمع في العفو عنه و يكون عليه آثار صدق الحضور بين يدي من يستفيد من مهجته و نفسه خاضعة خائفة من الاستقصاء عليه في مؤاخذته أقول فإن تعذر عليه حصول الصدق في هذه الحال و أبت نفسه المعوذة للإهمال إلا أن يكون حديثها لله جل جلاله و بين يديه بمجرد اللفظ و المقال و القلب خال من الإقبال فليشرع في دعاء أهل البلاء و الابتلاء فقد بلغ إجابة الدعاء إلى إبليس المصر على الذنوب حيث قال عنه علام الغيوب في سؤاله اجعلني من المنظرين فقال له في حال الغضب عليه‌ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‌ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‌ و يجتهد على عبرات تطفئ نيران الغضب و على دعوات معروفة بلزوم الأدب و تسليم العمل الذي عمله في شهره إلى من كان قد جعله خفيرا و حاميا و مالكا لأمره فلعل الله جل جلاله لعنايته بخاصته يقبل العمل من يد نائبه الحافظ لشريعته و يتمم ما فيه من النقصان و تربح ما اشتملت عليه بضاعته من الخسران إن شاء الله تعالى و منها الاستعداد لدخول شوال و إطلاق الشياطين الذين كانوا في الأغلال [في الاعتقال‌] و اعلم أن كل عارف بأخبار صاحب النبوة و أسرارها و مهتد بآثارها و أنوارها يكون عنده تصديق باعتقال الشياطين في أول شهر رمضان و إطلاقهم عند انفصال الشهر و تمكنهم من الإنسان فليكن على وجه العبد الصائم و ظاهر أحواله أثر التصديق بقول النبي ص و يتوصل في السلامة عن الأعداء المطلقين على قدر ضررهم و اجتهادهم في إفساد الدنيا

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست