responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين    الجزء : 1  صفحة : 91

الفصل الثانى في مراتب العلوم‌

لا نعرف خلافا في جواز كون العلم النّظرى مستندا إلى علم ضرورى، أو إلى علم نظرى يستند في الآخرة إلى علم ضرورى.

و إنّما الخلاف في جواز استناد العلم الضّرورى إلى النّظري، أو إلى ضرورى آخر. أما استناد العلم الضّرورى إلى النظرى [1]؛ فقد اختلف أصحابنا فيه:

فمنهم من جوّزه اعتمادا منه على أنّ العلم باستحالة اجتماع الضّدين ضرورى، و التّضاد لا يكون إلا بين الأعراض. و العلم بوجود الأعراض نظرى لا ضرورى؛ فالعلم باستحالة اجتماع الأضداد [2] ضرورى؛ و هو مستند إلى العلم بوجود الأضداد؛ و هو نظرى؛ و لهذا فإن [3] من لا يعلم وجود الأضداد، لا يحكم باستحالة اجتماعها.

و أنكره الباقون: من حيث أن العلم الضّرورى لا خلوّ للنفس عنه. بخلاف العلم النظرى فإنه لا يمتنع الخلوّ عنه بتقدير عدم النظر. فلو كان العلم الضرورى مستندا إلى العلم النّظرى؛ لأفضى إلى جواز خلو النفس عن الأصل مع امتناع خلوها عن التابع؛ و هو محال.

ثمّ اختلف هذا الفريق في الجواب عن مستند الفريق الأول:

فمنهم من قال بأنّ العلم باستحالة اجتماع الضّدين نظرى، و ليس بضرورى، و لهذا يحسن إقامة الدّليل عليه على من قال: بجواز اجتماع الحركة، و السّكون. و السّواد، و البياض في محلّ واحد من أرباب الكمون و الظّهور [4].


[1] انظر المواقف للإيجي ص 147 و شرح المقاصد للتفتازانى 1/ 172.
[2] في ب (الدين).
[3] في ب (قال).
[4] و الذين اشتهروا بهذا الاسم هم النظامية أتباع النّظّام؛ إذ أن الخلق عند النّظّام فعل واحد؛ فالله خلق الدنيا جملة، و الموجودات خلقت كلها دفعة واحدة؛ و لكن بعضها يكون كامنا في بعض، و بمرور الزمن تخرج أنواع المعادن، و النبات، و الإنسان من مكامنها.
(انظر الملل و النحل 1/ 56 و تاريخ الفلسفة في الإسلام لديبور ص 47).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست