قال الله- تعالى- تَجْرِي بِأَعْيُنِنا
[2] و قال- تعالى: وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي [3].
و قد اختلف المتكلمون في معناهما:
فقالت المشبهة: هما عينان بمعنى الجارحتين.
و قال الشيخ أبو الحسن الأشعرى:- فى أحد
قوليه- و جماعة من السلف:
هما صفتان نفسيتان كما قال في اليدين.
و في قول آخر له: إنهما بمعنى البصر.
و الحق في ذلك: أن [4] إثبات العينين بمعنى
الجارحتين ممتنع؛ لما سيأتى في نفى التشبيه [5].
و أما القول: بأنها صفة نفسانية زائدة على
ما له من الصفات؛ فيستدعى دليلا قاطعا- كما سبق- و لا قطع هاهنا.
و إن سلمنا الاكتفاء في ذلك بالدليل الظاهر؛
فالآية غير متناولة له بطريق من طرق الدلالات اللفظية؛ لما سبق.
و إن سلمنا أنها محتملة له لغة. غير أنها
أيضا محتملة لغيره [6]. و بيان الاحتمال من أربعة أوجه:
[1] انظر الإنابة للأشعرى ص 35 و أصول الدين
للبغدادى ص 109 و الشامل لإمام الحرمين ص 556 و أساس التقديس للرازى ص 120.
و من كتب الآمدي: غاية المرام ص 137،
140.
و من كتب المتأخرين المتأثرين بالآمدي:
انظر شرح طوالع الأنوار ص 184 و المواقف
للإيجي ص 298 و شرح المقاصد للتفتازانى 2/ 81. [2] سورة القمر 54/ 14. [3] سورة طه 20/ 39. [4] فى ب (أن يقال إن). [5] انظر ل 142/ أ و ما بعدها. [6] فى ب (كما سبق غير أنها محتملة لغيره
أيضا).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 456