اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 288
و الجواب:
قولهم [1]: لا نسلم حدوث كل موجود سوى الله-
تعالى- قلنا [2]: سنبين ذلك فيما بعد [3].
قولهم: ما المانع من أن تكون الأزلية مانعة
من الوجود، و عدمها شرطا؟
قلنا: ما من وقت يفرض وجود العالم فيه حادثا،
إلا و يمكن فرض وجوده قبل ذلك، مع انتفاء الأزلية المانعة، فلو كان البارى تعالى موجدا
بذاته؛ لوجب أن يكون موجدا له في كل وقت يفرض فيه انتفاء الأزلية، و يلزم من ذلك أن
لا يكون العالم موجودا وقت وجوده؛ بل قبله؛ و هو محال؛ فدل على أنه موجب بالقدرة، و
الاختيار.
قولهم: العالم في الأزل: إما أن يكون ممكنا،
أو غير ممكن.
قلنا: عنه جوابان:
الأول: أنه ممكن غير ممتنع لذاته، و إنما
هو ممتنع باعتبار أمر خارج؛ فلا منافاة بين كونه ممكنا باعتبار ذاته؛ ممتنعا باعتبار
غيره.
الثانى: أنه و إن لم يكن ممكنا في الأزل:
فما من وقت يفرض حدوثه فيه، إلا و هو ممكن قبل ذلك الوقت. فلو كان البارى- تعالى- موجبا
له بذاته؛ لكان موجبا له في كل حالة يفرض كونه ممكنا فيها، و يلزم من ذلك أن يكون العالم
حادثا، قبل وقت حدوثه؛ و هو ممتنع.
قولهم: الإمكان المتجدد: إما وجود، أو عدم؟
قلنا: بل عدم؛ كما سيأتى تعريفه.
قولهم: فسلب الإمكان في الأزل يكون وجودا:
يلزم عليه الامتناع؛ فإنه عدم؛ إذ هو صفة للمنع، و الممتنع نفى محض؛ فلو كان الامتناع
صفة وجودية؛ لكان الوجود صفة للنفى المحض؛ و هو محال. و سلب الامتناع مع كونه عدما،
ليس أمرا وجوديا؛ فإن
[1] فى ب (قولكم). [2] ساقط من ب. [3] انظر ل 82/ ب من الجزء الثانى و ما
بعدها.
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 288